Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

تطعيم الذكور… حلقة مفقودة في معركة القضاء على سرطان عنق الرحم

أظهرت دراسة علمية حديثة أن القضاء التام على سرطان عنق الرحم لا يمكن تحقيقه من خلال تطعيم الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وحده. بل يتطلب ذلك توسيع نطاق التطعيم ليشمل الذكور أيضًا، وذلك لفعالية أكبر في الحد من انتشار الفيروس وتقليل الإصابات. وتأتي هذه النتائج في ظل جهود عالمية متزايدة للوقاية من هذا النوع من السرطان.

تعتبر الدراسة، التي أجريت على بيانات من كوريا الجنوبية، إضافة مهمة إلى النقاش الدائر حول أفضل استراتيجيات مكافحة فيروس الورم الحليمي البشري والأمراض المرتبطة به. وقد نشرت النتائج في مجلة “نشرة البيولوجيا الرياضية” (Bulletin of Mathematical Biology).

أهمية تطعيم الذكور للحد من انتشار سرطان عنق الرحم

يُعد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًا على مستوى العالم، وغالبًا ما لا تظهر عليه أعراض. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي استمرار العدوى في بعض الحالات إلى أنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، وسرطان المهبل، وسرطان القضيب، وسرطان الشرج، وسرطانات الرأس والرقبة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، حيث يتم تسجيل حوالي 660 ألف حالة إصابة جديدة و350 ألف حالة وفاة سنويًا. تتوفر لقاحات فعالة ضد فيروس الورم الحليمي البشري في 147 دولة، وتوصي بها الهيئات الصحية الدولية.

نموذج رياضي يكشف عن فعالية التطعيم الشامل

قام الباحثون بتطوير نموذج رياضي جديد لتقييم فعالية برامج التطعيم المختلفة في السيطرة على انتشار فيروس الورم الحليمي البشري وتقليل معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم. وقد استخدموا هذا النموذج لتحليل برنامج التطعيم الوطني في كوريا الجنوبية، والذي بدأ في عام 2016.

ركز البرنامج الكوري في البداية على تطعيم الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عامًا، مع تقديم جرعات تكميلية لبعض النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و26 عامًا. أظهرت البيانات أن هذا البرنامج ساهم في خفض معدلات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، ولكنه لم يكن كافيًا للقضاء التام على الفيروس والأمراض المرتبطة به.

تشير الدراسة إلى أن تحقيق القضاء التام على سرطان عنق الرحم يتطلب تطعيم 99% من النساء. ومع ذلك، فإن إدراج الذكور في برامج التطعيم يمكن أن يقلل من هذه النسبة المطلوبة. يقترح الباحثون تطعيم 65% من الأولاد في الفئة العمرية بين 12 و17 عامًا، بالإضافة إلى الحفاظ على تغطية تطعيم الفتيات عند 80%.

وقالت الدكتورة سويونغ بارك، الباحثة الرئيسية من جامعة ميريلاند، إن سرطان عنق الرحم هو أحد السرطانات القليلة التي يمكن الوقاية منها بفعالية من خلال اللقاحات، مما يؤكد على أهمية إعادة تقييم فعالية البرامج الحكومية الحالية. وأضاف الدكتور آبا غوميل أن السياسات الحالية تقلل من عدد الحالات، لكنها لا تحقق الاستئصال الكامل للفيروس.

تعتبر الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من خلال التطعيم خطوة حاسمة في مكافحة سرطان عنق الرحم والأمراض الأخرى المرتبطة به. بالإضافة إلى التطعيم، تلعب الفحوصات المنتظمة للكشف عن سرطان عنق الرحم دورًا مهمًا في التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

وبحسب تقديرات الباحثين، فإن اعتماد استراتيجية التطعيم الشاملة، التي تشمل الذكور والإناث، قد يؤدي إلى القضاء على السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري في كوريا الجنوبية خلال فترة تتراوح بين 60 و70 عامًا.

من المتوقع أن تراجع المزيد من الدول سياساتها المتعلقة بتطعيم فيروس الورم الحليمي البشري في ضوء هذه النتائج. وستراقب الهيئات الصحية الدولية عن كثب التقدم المحرز في كوريا الجنوبية وغيرها من البلدان التي تتبنى استراتيجيات تطعيم شاملة. يبقى التحدي في ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات وزيادة الوعي بأهمية التطعيم بين جميع الفئات العمرية والجنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى