شهدت قضية وفاة الفنانة التركية غول توت، المعروفة باسم غلّو، تطورات دراماتيكية بعد شهرين ونصف من بدء التحقيقات، حيث ألقي القبض على ابنتها توغيان أولكم غولتر وصديقتها سلطان نور أولو، وهما اللتان كانتا في المنزل ليلة الوفاة. وتتجه التحقيقات نحو شبهة القتل الجنائي، بعد أن كانت في البداية تُعامل كحادث سقوط، مما أثار جدلاً واسعاً في تركيا حول وفاة غول توت.
وقد ألقت الشرطة التركية القبض على المتهمتين في منطقة بيوك تشكمجة بإسطنبول، وذلك بعد أن كشفت التحقيقات عن محاولات منهما لمغادرة البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تم احتجاز والد أولو، على خلفية الاشتباه بصلته بالقضية، مما يزيد من تعقيداتها. وتستمر السلطات في جمع الأدلة والاستماع إلى شهادات الشهود لتحديد ملابسات وفاة غول توت.
تطورات التحقيق في وفاة غول توت
أفادت مصادر إعلامية تركية بأن التحقيقات المشتركة بين مديريتي أمن إسطنبول ويالوفا كشفت عن تفاصيل جديدة تشير إلى وجود خلافات سابقة بين غلّو وأفراد عائلتها. وقد أدت هذه الخلافات إلى توسيع نطاق التحقيق ليشمل فحصاً دقيقاً للعلاقات داخل المنزل. وتشير التقارير إلى أن الشرطة عثرت على أدلة تدعم فرضية وجود خلافات حادة، مما أثار الشكوك حول رواية الحادث.
التقارير الطبية ونتائج السموم
على الرغم من أن التقرير الطبي الأولي أكد أن الوفاة نتجت عن السقوط من ارتفاع، إلا أن تقرير السموم الصادر في أكتوبر/تشرين الأول أظهر وجود نسبة 3.53 بروميل من الكحول في دم الفنانة الراحلة. هذه النسبة تعتبر مرتفعة، مما أثار تساؤلات حول تأثير الكحول على الحادث. وتستمر السلطات في تحليل هذه النتائج لتحديد ما إذا كانت قد ساهمت في الوفاة.
في البداية، قدمت الابنة توغيان أولكم غولتر إفادة بأنها كانت ترقص مع والدتها عندما وقع الحادث، وأن الأرضية الخشبية كانت زلقة بسبب المنظفات. لكن هذه الرواية لم تقنع المحققين، خاصة مع ظهور أدلة جديدة تشير إلى خلافات عائلية.
تصريحات الأطراف المعنية
أكد طوغبرك ياغيز، ابن غول توت، في إفادته عدم وجود أي خلافات بين شقيقته وصديقتها ووالدته، نافياً وجود توترات داخل المنزل. ومع ذلك، علّق الزوج السابق لغلّو، غورول غولتر، المقيم في المملكة المتحدة، على الاتهامات الموجهة لابنته، قائلاً: “لا دخان من دون نار”.
ورفضت الابنة توغيان الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة في تصريحات لوسائل الإعلام أنها لا تقبل بأي من الافتراءات المنسوبة إليها. لكن الشرطة أصرت على توقيفها وصديقتها، ونقلتهما إلى مديرية أمن يالوفا لمواصلة التحقيق.
وفي سياق متصل، أعلن طوغبرك ياغيز عن وفاة والدته عبر منصات التواصل الاجتماعي في سبتمبر/أيلول الماضي، واصفاً إياها بأنها حادث مأساوي. ونفى في الوقت نفسه الشائعات التي تحدثت عن انتحارها، مؤكداً أن ما حدث كان مفاجئاً وغير متوقع.
التحقيقات الجارية والمسار القانوني
تستمر السلطات التركية في جمع الأدلة وتحليلها، بما في ذلك فحص سجلات الهواتف المحمولة والكاميرات الأمنية. كما يتم استجواب جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك أفراد العائلة والأصدقاء والجيران. وتشير التقديرات إلى أن التحقيقات قد تستغرق عدة أسابيع أخرى قبل الوصول إلى استنتاجات نهائية.
من المتوقع أن يتم تقديم المتهمين إلى المحكمة في غضون أيام قليلة، حيث سيواجهون تهماً تتعلق بالقتل أو التسبب في الوفاة. وسيكون على المحكمة أن تقرر ما إذا كانت الأدلة كافية لإدانتهم. وفاة غول توت أثارت اهتماماً كبيراً من قبل الرأي العام التركي، ومن المتوقع أن تكون القضية ذات متابعة واسعة في وسائل الإعلام.
تعتبر قضية وفاة غول توت من القضايا الجنائية المعقدة، نظراً لتضارب الشهادات ووجود أدلة غير قاطعة. وتتطلب القضية تحقيقات دقيقة وشاملة لكشف الحقيقة وتقديم الجناة إلى العدالة. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن القضية قد تتجه نحو محاكمة طويلة ومعقدة.
في الوقت الحالي، لا تزال التحقيقات جارية، ولا يمكن التكهن بالنتائج النهائية. لكن من المؤكد أن قضية وفاة غول توت ستظل محط اهتمام الرأي العام ووسائل الإعلام في تركيا لفترة طويلة. وسيتابع الجميع عن كثب تطورات القضية، ويتطلعون إلى معرفة الحقيقة وراء هذه الوفاة المأساوية.
