تفاؤل أميركي بقرب التوصل للسلام في أوكرانيا وأوروبا تتطلع لدور محوري

أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن “تفاؤل كبير” بشأن خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد محادثات جنيف التي جمعت مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين. وتسعى القوى الأوروبية لإيجاد دور مؤثر في صياغة هذا الإطار التفاوضي المحتمل، بينما يترقب العالم نتائج هذه الجهود لإنهاء الصراع المستمر. خطة السلام للأوكرانيا، كما يوصفها المسؤولون، وصلت إلى مرحلة متقدمة من المناقشات، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة.
عقدت هذه المحادثات في جنيف يوم الأحد، وتضمنت مناقشات مكثفة حول مقترح السلام الذي قدمه الرئيس ترامب، والذي يهدف إلى التوصل إلى حل للصراع الدائر في أوكرانيا منذ أربع سنوات. وقد شارك في هذه المحادثات شخصيات بارزة من كلا الجانبين، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الأطراف المعنية لهذه العملية.
تقدم ملحوظ في مفاوضات خطة السلام للأوكرانيا
صرح روبيو للصحافة بأنه يعتقد أن هناك “تقدماً كبيراً” قد تحقق، معرباً عن ثقته بقدرة الأطراف على التوصل إلى اتفاق في “فترة زمنية معقولة جداً، وقريباً جداً”. وأضاف أن القضايا المتبقية ليست مستعصية على الحل، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى تفاهمات نهائية. ويرى أن الجانب الروسي سيكون له موقف سيلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار هذه المفاوضات.
وقد أكد بيان مشترك صادر عن الجانبين الأمريكي والأوكراني، أن الطرفين قد وضعا إطاراً محدثاً لخطة السلام، مع الاتفاق على مواصلة التشاور للوصول إلى صياغة نهائية. هذا الإطار يأتي بعد مراجعة وتحسين شامل للمقترح الأصلي، بهدف تلبية بعض المخاوف التي أثيرت من قبل كييف وحلفائها.
وصف روبيو محادثات جنيف بأنها “الأكثر إنتاجية وأهمية حتى الآن في هذه العملية برمتها”، مما يشير إلى تحول إيجابي في ديناميكيات المفاوضات. هذا التقييم يعكس الجدية التي أبداها جميع المشاركين في إيجاد حل لهذا الصراع الطويل.
موقف أوكرانيا من المفاوضات
من جانبه، أشار كبير المفاوضين الأوكرانيين أندريه يرماك إلى أنهم حققوا “تقدماً جيداً للغاية”، وأنهم يسعون نحو “السلام العادل والدائم الذي يستحقه الشعب الأوكراني”. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد صرح بأن النسخة الجديدة من خطة السلام تعكس بالفعل “معظم الأولويات الرئيسية لكييف”.
لكن المسؤولين لم يكشفوا عن تفاصيل محددة حول المناقشات الجارية حول الخطة التي تتكون من 28 نقطة. هذه الخطة تهدف إلى تحقيق تسوية شاملة للنزاع مع روسيا، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف.
ردود الفعل الدولية
أمهل الرئيس ترامب نظيره الأوكراني زيلينسكي حتى 27 نوفمبر للرد على هذه الخطة. وقد واجهت النسخة الأولية من الوثيقة اعتراضات من كييف وحلفائها الأوروبيين، مما استدعى إجراء تعديلات عليها خلال محادثات جنيف. هذا التعديل يهدف إلى معالجة المخاوف المثارة وضمان قبول الخطة من قبل جميع الأطراف.
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمقترح الأولي، خاصة وأنه يتضمن عدة مطالب رئيسية لموسكو، مثل تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي، وتقليص حجم جيشها، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخطة ضمانات أمنية غربية لكييف لمنع أي هجمات روسية مستقبلية، وإعادة دمج روسيا في مجموعة الثماني ورفع العقوبات عنها تدريجياً.
في المقابل، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن “تشككه” في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن خطة السلام بحلول الموعد النهائي المحدد. هذا التشكك يعكس مدى تعقيد الوضع وصعوبة التوفيق بين وجهات النظر المختلفة.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، إلى مواصلة الحوار والتفاوض. كما أشار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أهمية العمل المشترك لتحقيق سلام عادل ودائم.
الخطوات المقبلة ومستقبل المفاوضات
من المقرر أن يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي اجتماعاً اليوم الاثنين لمناقشة التطورات المتعلقة بأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم عقد اجتماع عبر الفيديو غداً الثلاثاء لدول “تحالف الراغبين” الداعمة لأوكرانيا، بهدف تنسيق الجهود وتقديم الدعم اللازم لكييف. أما بالنسبة لمستقبل المفاوضات، فإنه لا يزال غير واضحاً، حيث يعتمد على مدى استعداد الأطراف المختلفة لتقديم تنازلات وتحقيق تفاهمات.
يتعين متابعة ردود الأفعال الرسمية من كل من موسكو وكييف، والتحركات الدبلوماسية القادمة. وما إذا كانت الأطراف ستنجح في تذليل العقبات القائمة والتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب في أوكرانيا يبقى أمراً ينتظر التطورات المستقبلية.





