تثير الأنباء المتعلقة بتخطيط الولايات المتحدة لبناء قاعدة عسكرية كبيرة على الحدود مع غزة الكثير من التعليقات والتحليلات. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن المسؤولين الأميركيين قد بدأوا في مناقشة هذا المقترح مع الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، حيث تم البدء في مسح المواقع المحتملة لإقامة هذه القاعدة.
ذكرت وكالة بلومبيرغ أن الطلب الذي تم إرساله إلى شركات المقاولات يتضمن إقامة قاعدة عمليات عسكرية مؤقتة ومستدامة ذاتيا، قادرة على استيعاب عشرة آلاف فرد، وتوفير مساحة مكتبية تبلغ عشرة آلاف قدم مربع لمدة 12 شهرا. قدرت كلفة البناء المتوقعة بنصف مليار دولار، حسبما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
الهدف من إنشاء القاعدة العسكرية
تشير التقارير إلى أن الخطوة الأميركية تأتي كجزء من مساعيها لتشكيل قوة استقرار من قوات دول أخرى لمراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن القاعدة المخطط لها ستضم عدة آلاف من الجنود المكلفين بالحفاظ على وقف إطلاق النار.
أثارت هذه الأنباء ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي. علق إبراهيم على هدف القاعدة الأميركية المخطط لها قائلا “أكيد الهدف من القاعدة ليس حماية المدنيين، بل من أجل مصالح مستقبلية”. بينما قلل النسر من أهمية الموضوع بقوله “لن تفرق.. فحاملات الطائرات موجودة في البحر الأحمر والمتوسط وإسرائيل، يعني أميركا ليست في حاجة إلى قواعد في المنطقة”.
ردود الفعل والتحليلات
أما أحمد فيحذر في تعليقه من المخطط الأميركي قائلا “هذا يزيد من التوتر والخطر على الأرض وعلى الإنسان الفلسطيني”. ويربط خالد الموضوع بمشروع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بقوله “أهم نقطة هو الاستيلاء على ثروة غزة من الغاز والتي تقدر بالمليارات.. وربما محاولة تحقيق مشروع ترامب بتحويل غزة إلى مشروع استثماري كبير”.
الموقف الرسمي الأميركي
نقلت بلومبيرغ عن القيادة الأميركية الوسطى قولها إنها تعمل حاليا مع شركاء عسكريين دوليين لوضع خيارات محتملة لتمركز قوات دولية تكون جزءا من القوة التي ستنشر في غزة، وأكدت أنه لن يتم نشر أي قوات أميركية في غزة. وأضافت أن الطلب الذي قدم للشركات يمثل خطوة تخطيطية مبكرة لإنشاء قاعدة محتملة لقوة الاستقرار في جنوب إسرائيل.
أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أنه “لم تتم الموافقة بعد على مثل هذه الخطوة، والوثيقة هي ورقة واحدة أعدها أشخاص داخل الجيش”. يتضح من هذه التصريحات أن هناك مراحل تخطيطية مبكرة ولكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
ستكون الخطوة التالية هي انتظار قرار نهائي من الإدارة الأميركية بشأن إنشاء القاعدة العسكرية. وفي ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، سيظل الوضع على الحدود مع غزة محط أنظار الكثيرين، خاصة مع استمرار التكهنات حول أهداف واشنطن من هذه الخطوة.
