Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

تقدم للجيش بكردفان وبريطانيا تدعو لهدنة عاجلة في السودان

أعلن الجيش السوداني اليوم الثلاثاء عن تحقيق تقدم في عدة محاور قتالية بإقليم كردفان، بينما تتصاعد الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار. وتأتي هذه التطورات وسط استمرار المعارك العنيفة مع قوات الدعم السريع، وتركيز جهود الدعم السريع على كردفان بعد سيطرتها على الفاشر. وتشكل الأوضاع في السودان تصعيدًا للصراع الداخلي الذي يهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي، ويزيد من معاناة الشعب السوداني.

وفي حين أكد الجيش السوداني تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وزادت حدة القتال حول مدينة الأبيض، دعت بريطانيا إلى هدنة لمدة ثلاثة أشهر للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة. وتشير التقارير إلى نزوح ما يقرب من 50 ألف شخص نتيجة للأعمال القتالية في كردفان.

تطورات القتال في إقليم كردفان

أفاد مصدر عسكري سوداني بأن الجيش قام بتدمير تجمعات لقوات الدعم السريع بالقرب من مدينتي الأبيض وبرا في ولاية شمال كردفان. وتشير هذه العمليات إلى محاولة الجيش لتعزيز سيطرته على شمال ووسط الإقليم. من جهتها، أعلنت قوة “درع السودان” التابعة للجيش استعادة السيطرة على منطقتي أبو قعود وجبل أبو سنون في شمال كردفان.

في المقابل، زعمت قوات الدعم السريع تحقيق تقدم في مناطق جبل أبو سنون وجبل عيسى والعيارة غرب الأبيض، وتؤكد السيطرة الكاملة على معظم إقليم كردفان. وقد أعلنت قوات الدعم السريع عن مقتل 290 عنصراً من الجيش وتدمير 40 آلية قتالية والاستيلاء على 70 أخرى، وهي أرقام لم يتم التحقق منها بشكل مستقل.

تركزت عمليات قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة على كردفان، بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وقد هاجمت القوات مدينة بابنوسة في محاولة للسيطرة على قيادة الفرقة 22 التابعة للجيش، ولكن الجيش السوداني تمكن من صد الهجمات.

وتشهد ولاية كردفان تقسيمًا للسيطرة، حيث يسيطر الجيش على جنوب الولاية، ومدن الأبيض وبابنوسة، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق أخرى مثل بارا والنهود والدبيبات. هذا التقسيم يعقد جهود التوصل إلى حل سياسي شامل للسودان.

الوضع الإنساني المتردي

أدى استمرار القتال إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني في إقليم كردفان، حيث يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه. وتشير التقارير إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص في الكوادر والمعدات، مما يعيق تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين. الوضع يتفاقم مع صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

وتشكل الأوضاع الإنسانية في السودان أزمة متنامية تتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وإنقاذ حياة المدنيين.

الدعوات الدولية للهدنة

دعت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إلى هدنة عاجلة لمدة ثلاثة أشهر في السودان، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين السودانيين المتضررين من الحرب. كما أكدت على الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار يتبعه عملية سياسية جادة.

واتهمت الوزيرة البريطانية قوات الدعم السريع باستخدام التجويع والاغتصاب كسلاح في حربها ضد المدنيين في الفاشر. وطالبت الطرفين المتنازعين بفتح ممرات آمنة للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وحذرت من أن السودان قد يشهد المزيد من الفظائع إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العنف.

تأتي هذه الدعوة في أعقاب مطالبات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول عربية وغربية بوقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار السياسي، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السودانية. وتركز الجهود الدولية على تخفيف المعاناة الإنسانية والضغط على الطرفين المتنازعين للالتزام بوقف إطلاق النار.

ومع استمرار القتال وتصاعد الأزمة الإنسانية، يظل مستقبل السودان غير واضح. ومن المتوقع أن يستمر الضغط الدولي من أجل التوصل إلى حل سياسي، ولكن يبقى التحدي الأكبر في إقناع الطرفين المتنازعين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والتنازل عن بعض المطالب. سيشكل أي تقدم على صعيد المفاوضات نقطة تحول حاسمة في الأزمة السودانية، ويؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد واستقرارها. التطورات في الأيام القليلة القادمة، وخاصة استجابة الطرفين المتنازعين للدعوات الدولية للهدنة، ستكون حاسمة في تحديد المسار الذي ستسلكه الأزمة في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى