تلغراف: التسجيلات السرية التي قد تكشف حقيقة علاقة ترامب بإبستين

23/7/2025–|آخر تحديث: 13:28 (توقيت مكة)
قالت صحيفة تلغراف إن ما يقرب من 100 ساعة من التسجيلات قد تكشف تاريخا متشابكا من الامتيازات والصراعات والولاء الممزق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والممول جيفري إبستين، الذي انتحر أثناء انتظار محاكمته بتهمة الاتجار بالجنس.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم إد كامينغ- إلى أن مايكل وولف الذي كتب 4 من أكثر الكتب مبيعا عن رئاسة ترامب، كان قد بدأ بتسجيل مئات المقابلات مع إبستين قبل 5 سنوات من وفاته عام 2019، وحضر فعاليات حصرية في شقته بنيويورك.
ومع ذلك لم يجرؤ أي ناشر ولا مذيع على الاقتراب من الملف المتفجر، الذي يزعم صاحبه أنه يمتد لما يقرب من 100 ساعة من التسجيلات، مقسمة على حوالي 30 جلسة، بل إن وولف نفسه لم ينشر حتى الآن سوى مقتطفات من هذه التسجيلات التي أصبحت الآن من أكثر المواد طلبا في أميركا.
وذكّر الكاتب بأن إبستين انتحر وهو ينتظر المحاكمة بتهمة الاتجار بالجنس، عبر توفير بائعات هوى بعضهن قاصرات، لأصدقائه ومعارفه، وقد ظلت قاعدة ترامب المؤيدة له من حركة “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” (ماغا) تطالب بالإفراج عن وثائق سرية حول قضيته، معتقدة أنها قد تدين شخصيات بارزة، وخاصة الرئيس السابق بيل كلينتون.
إستراتيجيتهم ترتد عليهم
وقد استغل ترامب، الذي كان صديقا لإبستين لسنوات قبل الخلاف المرير بينهما عام 2004، الموقف على أكمل وجه، مشيرا مرارا وتكرارا إلى وجود مواد متفجرة بحوزة السلطات، ستظهر إذا أعيد انتخابه، وذلك مع تلميح بأن إبستين ربما لم يمت منتحرا.
ولكن مع تراجع ترامب عن وعوده بالكشف عن ملفات إبستين، بدأ معلقو “ماغا” ينقلبون عليه، وذكّره حليفه السابق الجنرال المدان مايك فلين، بأن “قضية إبستين لن تنتهي”، لترتد على ترامب وفريقه إستراتيجيتهم، بعد أن أججوا نظريات مؤامرة إبستين، وأنه احتفظ بقائمة العملاء.
يقول وولف في تقرير له إن ترامب وإبستين كانا في وقت ما متقاربين أكثر مما كان يعتقد سابقا، كانا ثريين في أعمار متقاربة، واختلطا في مجالات متشابهة وتواصلا اجتماعيا بشكل متكرر، ووصف ترامب إبستين بأنه “رجل رائع” وبأنه “يحب النساء الجميلات بقدر ما أحبهن، وكثيرات منهن في الفئة العمرية الأصغر”.
وفي ملفات صوتية نشرت سابقا في بودكاست لوولف بعنوان “النار والغضب”، قال إبستين إنه كان “أفضل صديق” لترامب لمدة 10 سنوات، وقد كان لديهما المال والطائرات، وتجاهل تام لقواعد الطبقة المتوسطة.

يقول وولف “كانت لديهما نفس الاهتمامات. فعلا نفس الأشياء، ومارسا نفس الأنشطة، وسعيا في كثير من الأحيان إلى نفس النساء. اتصل بي أحدهم، وقال ألا تقصد أن ترامب كان مهتما بالفتيات الصغيرات؟ فقلت له “لا … كانا مهووسين بعارضات الأزياء”.
يقول وولف إن الصداقة بين الرجلين تركزت في بالم بيتش فلوريدا، حيث كانا جارين، و”كانت لدى إبستين مجموعة من 12 صورة لترامب حول مسبحه”، يصف الكاتب 3 منها يظهر فيها ترامب مع نساء عاريات الصدور، ويقول إنها كانت محفوظة في خزنة إبستين التي استولى عليها مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) عندما داهم منزليه في نيويورك وبالم بيتش في يوليو/تموز 2019.
وأشار الكاتب إلى أن تقريرا لصحيفة وول ستريت جورنال زعم في الأسبوع الماضي أن ترامب أرسل إلى إبستين بطاقة في عيد ميلاده الـ50 عام 2003، عليها رسم لامرأة عارية، وكتب عليها “أتمنى أن يكون كل يوم سرا رائعا آخر”، ولكن ترامب نفى ذلك على الفور، وقال “هذه ليست لغتي… ليست كلماتي”.
خلاف حاد
وفي أعقاب هذه القصة، منع البيت الأبيض صحيفة وول ستريت جورنال من تغطية رحلة الرئيس المرتقبة إلى أسكتلندا بسبب “السلوك الزائف والتشهيري”، وتحرك ترامب لمقاضاة الصحيفة المملوكة لروبرت مردوخ مطالبا بتعويض قدره 10 مليارات دولار، وتحدث عن تعرضه “لحملة شعواء”.
والاثنين الماضي، صرح مدير الاتصالات في البيت الأبيض ستيفن تشيونغ، بأن ترامب طرد إبستين من ناديه لكونه “مريبا”، ووصف الادعاءات المتعلقة به بأنها “أخبار كاذبة قديمة معاد تدويرها”.

وذكر الكاتب أن خلافا “حادا” نشب بين ترامب وإبستين عام 2004، بعد عقود من الصداقة، بشأن صفقة عقارية، وبعد ذلك بدأت الاتهامات الجنائية تتراكم حول إبستين، وبلغت ذروتها في الحكم عليه بالسجن 13 شهرا بتهمة الدعارة عام 2008.
في عام 2014، تواصل إبستين مع وولف، وهو صحفي مرموق، وكاتب عمود في مجلة فانيتي فير، بهدف الكتابة عنه، وذلك في وقت بدأ فيه وولف بالكتابة عن ترامب، قبل أن يصدر كتاب “النار والغضب”، أول رواياته عن فترة الرئيس في البيت الأبيض.
ويتذكر وولف أن إبستين قال له “يمكنك أن تسألني عن أي شيء، ليس لدي ما أخفيه، وأنت تحكم بنفسك على صدقي”، وبعد محادثتين “مثيرتين للاهتمام للغاية”، بدأ وولف بحضور الفعاليات التي أقامها إبستين في قصره، يقول وولف “كان الأمر استثنائيا نوعا ما”، كان الناس هناك رائعين، من بيل غيتس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.
ويقول وولف “كان إبستين يدير هذه الأمور على مائدة طعامه. كان الناس يتوافدون من الصباح حتى المساء. كان هناك عدد قليل جدا من النساء، وكان المكان أشبه بناد للرجال. لكن بصراحة، كان الأمر لا يقاوم، وأعترف أنني استمتعت بوقتي. كانت المواضيع هي السياسة الخارجية والاقتصاد. لا فتيات، لم يكن هذا الموضوع مطروحا أبدا”.
يعتقد أن ترامب أبلغ عنه
ويفصل وولف في مقال نشر عام 2020 بعنوان “الأيام الأخيرة لجيفري إبستين”، الخلاف بين إبستين وترامب، إذ يصف إبستين ترامب “بالأحمق”، ويطلق ادعاءات مهينة حول أسلوب قيادته”، وبعد الخلاف حول صفقة العقارات، اعتقد إبستين -حسب وولف- أن ترامب الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بأجهزة إنفاذ القانون في فلوريدا، هو من أبلغ عنه قبل سجنه بتهمة استغلال العاهرات عام 2008.
بعد الخلاف حول صفقة العقارات، اعتقد إبستين أن ترامب الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بأجهزة إنفاذ القانون في فلوريدا، هو من أبلغ عنه قبل سجنه
يقول وولف إن آخر رسالة كتبها له إبستين تلقاها مساء الجمعة، ثم مات إبستين صباح السبت، وملاءة السرير حول رقبته، ثم أصبحت ظروف وفاة إبستين مصدر قلق كبير لمنظري المؤامرة، لأنه عثر عليه فجر العاشر من أغسطس/آب 2019، معلقا على جانب سرير زنزانته، وحكم بانتحاره شنقا، ولكن محاميه طعنوا في هذه الرواية، خاصة أن الحارسين اللذين كان من المفترض أن يتفقداه قد ناما، وتعطلت كاميرتا مراقبة مثبتتان أمام زنزانته في اللحظة الحاسمة.
يقول وولف “يبدو من غير المعقول أن يكون قد انتحر بالطريقة التي يزعم أنه كان سيقتل بها نفسه، ولكن من غير المعقول أيضا أن يكون قد قتل وأن جميع الأشخاص، وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ومساعدي المدعين العامين الأميركيين على علم بالأمر والتزموا الصمت بشأنه. لا أعرف”.
وفي السنوات التي تلت وفاة إبستين، حاول وولف لفت الانتباه إلى ما يزعم أنه المدى الحقيقي لعلاقته بترامب، لكنه لم يحظَ باهتمام كبير حسب الكاتب. ويقول وولف إنه عرض معالجات أوسع نطاقا “لكميات لا حصر لها من تسجيلاته”.
ويقول المؤلف إنه يعتقد جزئيا أن الصحافة لم تكن مستعدة لمواجهة صداقة ترامب مع إبستين بشكل أكبر، “كان هناك رأي بين الصحافة المحترمة، بأن هذا الموضوع مقزز للغاية. الناس الطيبون لا يناقشون هذا. يعتقدون أنه سيكون ساخنا جدا بحيث لا يمكن التعامل معه، سيصرخ علينا الجناح اليميني وسيصرخ علينا الجناح اليساري وستصرخ علينا النساء وسيصرخ علينا ترامب. لن نكون أبطالا في نظر أحد إذا روينا هذه القصة”.