Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

تنديد بمقتل 114 في مهاجمة الدعم السريع لكلوقي بكردفان

ارتفع عدد ضحايا الهجوم الذي استهدفت قوات الدعم السريع مدينة كلوقي في ولاية جنوب كردفان بالسودان إلى 114 قتيلاً، وذلك وفقاً لمسؤول محلي تحدث لـ الجزيرة يوم السبت. يأتي هذا الحادث المأساوي في سياق تصاعد العنف في ولايات كردفان، مما يثير مخاوف دولية متزايدة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان. وتعتبر هذه الهجمات الأخيرة تطوراً خطيراً في الصراع السوداني المستمر، والذي دخل شهره الخامس عشر.

وأفاد المدير التنفيذي لمحلية كلوقي، عصام الدين الننو، بأن 71 شخصاً آخرين أصيبوا في الهجوم، وأن عدد الوفيات قد ارتفع بسبب إصابات خطيرة وعدم تمكن بعض المصابين من الوصول إلى المستشفى الذي تعرض للقصف. وقد أكدت وزارة الخارجية السودانية أن قوات الدعم السريع ارتكبت “مذبحة مكتملة الأركان”، حيث استهدفت بشكل مباشر روضة أطفال بقذائف صاروخية أطلقت من طائرة مسيرة، ثم قصفت المنطقة مرة أخرى أثناء محاولات الأهالي لإنقاذ الجرحى.

إدانات دولية واسعة النطاق وتركيز على أزمة السودان

أثارت هذه الأحداث إدانات واسعة النطاق من قبل المنظمات الدولية والمجتمع الدولي. فقد أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الهجوم بشدة، واصفة إياه بأنه انتهاك مروع لحقوق الأطفال. وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء مقتل أكثر من 10 أطفال في روضة الأطفال المستهدفة، مؤكدة أن استهداف المدارس والمستشفيات يعتبر جريمة حرب.

من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم، ووصفه بأنه “جريمة حرب واضحة”، مشدداً على أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور تماماً بموجب القانون الدولي الإنساني. كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وإلى احترام التزاماتهم القانونية وحماية المدنيين.

تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد القتال

تأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه السودان تدهوراً حاداً في الأوضاع الإنسانية، حيث أدى النزاع المسلح المستمر إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد قرابة 13 مليون شخص. كما أدى الصراع إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، مما يهدد حياة الملايين من السودانيين.

وعلى صعيد التطورات الميدانية، أفادت مصادر في الجيش السوداني بأن الدفاع الجوي تصدى لمسيرات تابعة لقوات الدعم السريع في مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد، معربة عن قلقها بشأن عرقلة تدفق المساعدات الإنسانية.

وتشهد ولايات إقليم كردفان معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما تسيطر الأخيرة على معظم إقليم دارفور. وتتركز جهود الجيش حالياً على تأمين المناطق المتبقية تحت سيطرته، لا سيما في العاصمة الخرطوم.

وتشير التقارير إلى أن توسع المعارك إلى عمق كردفان قد يؤدي إلى مزيد من النزوح وتفاقم الأزمة الإنسانية. ويتطلب الوضع الحالي استجابة إنسانية عاجلة وواسعة النطاق، بالإضافة إلى جهود دبلوماسية مكثفة لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في السودان.

مستقبل الوضع في السودان ومساعي السلام

يبقى مستقبل السودان غير واضح، حيث تستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بلا هوادة. وحذر مراقبون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تفكك الدولة واندلاع حرب أهلية شاملة. وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق حوار وطني شامل يشارك فيه جميع الأطراف السودانية.

من المتوقع أن يواصل المجتمع الدولي جهوده الدبلوماسية للضغط على الطرفين المتحاربين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام. ومن المقرر عقد اجتماع لمجموعة دول الجوار في السودان خلال الأسبوع المقبل لمناقشة آخر التطورات، والبحث عن حلول للأزمة. وسيظل الوضع الإنساني والمساعي الرامية إلى تحقيق الاستقرار السياسي في السودان على رأس أولويات المجتمع الدولي في الفترة القادمة.

وفي تصريح له، دعا نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، القوى السياسية في البلاد إلى التخلي عن الخلافات والتوحد في مواجهة التحديات. وأكد أن الدولة لم تخسر الحرب، وأن الخسائر غير المتوقعة هي جزء طبيعي من أي صراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى