Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

توتال إنرجز تشعل الغضب الشعبي بموزمبيق وسط تصاعد التمرد

في مدينة مابوتو، ينتظر مدير فندق يُدعى فرناندو كونا منذ 4 سنوات استئناف شركة توتال إنرجز الفرنسية أعمال مشروع الغاز الطبيعي المسال بقيمة 20 مليار دولار على الساحل الشمالي لموزمبيق، على أمل أن يجذب المشروع الزبائن إلى بلدة بالما المجاورة. ومع ذلك، اعتمدت الشركة ما تسميه "نمط الاحتواء"، حيث تعمل من داخل مجمع ضخم لا يمكن الوصول إليه إلا بحرا أو جوا.

ومع تصاعد النشاط داخل موقع المشروع، انهار اقتصاد بالما الهش، إذ أدرك السكان أنهم لن يستفيدوا من المشروع كما كانوا يأملون. يتم نقل العمال جوا، وتصل الإمدادات بحرا، ما أدى إلى قطع الصلة بين المجتمعات المحلية والمنشأة.

السكان المحليون: الآمال الاقتصادية تبخّرت

ومع تصاعد النشاط داخل موقع المشروع، انهار اقتصاد بالما الهش، إذ أدرك السكان أنهم لن يستفيدوا من المشروع كما كانوا يأملون. هذا النهج، بحسب رجال أعمال ومحللين أمنيين، يُغذي مشاعر الغضب ويزيد من خطر تصاعد التمرد الذي بدأ عام 2017.

وقال كونا "بالما أصبحت صحراء"، مشيرا إلى أن العاملين والموردين الذين كانوا يقيمون في البلدة انتقلوا إلى داخل المجمع، في حين أصبح فندقه خاليا وسائقو الدراجات النارية بلا عمل.

تصاعد الهجمات ضد المدنيين

وعلى الرغم من أن القوات الرواندية ساعدت الجيش الموزمبيقي في استعادة بعض المناطق وخفض عدد المسلحين من 3 آلاف إلى نحو 500، فإن الهجمات تصاعدت مؤخرا. تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن العنف ضد المدنيين في طريقه لتسجيل رقم قياسي عام 2025.

وقال نيكولا دولوني من مجموعة الأزمات الدولية "بينما تبدو شبه جزيرة أفونغي آمنة كقلعة، فإن الهجمات خارجها تتزايد". وأضاف أن استئناف المشروع في هذا السياق الأمني يرسل رسالة مفادها أن الحكومة تفضل استغلال الموارد على حساب رفاه السكان، ما يعزز دوافع التمرد.

نموذج العزلة يضر بالأعمال المحلية

5 رجال أعمال في بالما أكدوا أنهم فقدوا عملاء واستثمارات بسبب نموذج "العزلة" الذي تتبعه توتال إنرجز. أحدهم ألغى عقد تقديم الطعام، وآخر قال إن منتجاته تفسد بسبب غياب المشترين.

وقال عبدول تافاريس، منسق مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان، إن الشباب يشعرون بالإحباط بعد أن استثمروا وقتهم ومواردهم على أمل الانخراط في المشروع.

تحديات أمنية ومجتمعية

وعلى الرغم من تأكيد الشركة على أن وجود القوات الرواندية يمنحها الثقة، فإن محللين أمنيين يرون أن هذه القوات أصبحت أقل نشاطا، وتستجيب ببطء للهجمات. ويقول مسؤولون إن المسلحين باتوا يتمركزون في غابة كاتوبا جنوب بالما، ويشنون منها غارات متفرقة.

في بالما، قال رجل أعمال يُدعى مانشوما إنه اضطر لتسريح موظفيه بعد خسارة عقده، وباتت شاحناته وثلاجاته ومطبخه بلا استخدام. وأضاف "لو كنت أعلم أن الأمور ستؤول إلى هذا، لما استثمرت كل هذا المال في مكان بلا مستقبل".

من المتوقع أن تواصل الحكومة الموزمبيقية والشركات المعنية مراقبة الوضع الأمني والاقتصادي في المنطقة، مع استمرار المشروع في التأثير على المجتمعات المحلية. ومن غير الواضح ما إذا كانت الشركات ستتمكن من معالجة المخاوف الأمنية والاقتصادية، أو ما إذا كان الوضع سيستمر في التدهور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى