توتونجي: إيران ترحّب بأي جهد يؤدي لرأب الصدع في المنطقة ولمّ الشمل وتوحيد الرؤى بين دولها
- في إيران فرص مميزة للمستثمرين الكويتيين بمجالات الطاقة والأمن الغذائي
أسامة دياب
أكد سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد توتونجي قوة ومتانة العلاقات الإيرانية – الكويتية، موضحا أن حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي تولي تمتين العلاقات مع دول الجوار أهمية قصوى، ولذلك شهدت مسيرة العلاقات الثنائية مع الكويت وبقية دول الجوار تطورا ملحوظا.
وأضاف توتونجي، في أول لقاء جمعه مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية: نسعى حاليا لتفعيل اللجان المشتركة بين البلدين لتعقد اجتماعاتها في أقرب فرصة، متوقعا تطور وازدهار العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها أكثر فأكثر بفضل حكمة وحنكة القيادة السياسية فيهما، لأن مصالحنا المشتركة تكمن في حسن الجوار والتعايش السلمي.
وأشار توتونجي إلى أن إيران ترحب بأي جهد يؤدي لرأب الصدع في المنطقة ولم الشمل وتوحيد الرؤى بين دولها، كما ساهمت وتسهم في التغلب على معظم الأزمات الإقليمية، لافتا إلى جهود حثيثة لتسريع عجلة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والتركيز على تجارة وتصدير المواد الغذائية ومستلزمات البناء.
وشدد توتونجي على أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين لايزال دون مستوى الطموح نظرا للإمكانات المتوافرة في كلا البلدين، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين تأثر بفعل جائحة كورونا ولم يصل إلى الآن الى المستوى الطبيعي الذي كان عليه قبلها والذي بلغ 300 مليون دولار سنويا، إلا أن الأمور بدأت تتحسن تدريجيا.
وكشف عن أن بلاده بيئة خصبة للاستثمارات، حيث تتمتع بإمكانات كبيرة وفرص استثمارية مميزة للمستثمرين الكويتيين في مجالات الطاقة والأمن الغذائي، لافتا إلى ان السفارة مستعدة لتقديم الاستشارات اللازمة، وأن تكون حلقة الوصل بين المستثمر الكويتي وصاحب المشروع الإيراني، والاستفادة من قانون تشجيع الاستثمار والمزايا والإعفاءات المقررة له.
وأشار إلى لقاء وصفه بالمثمر جمعه مع وزير التجارة والصناعة محمد العيبان، حيث ناقشا سبل الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يقدمها الجانب الايراني للكويت فيما يتعلق بالأمن الغذائي عن طريق واردات المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية، واتفق الطرفان على ضرورة تفعيل اللجنة التجارية المشتركة بغية التنسيق بين الجهات الحكومية وجهات القطاع الخاص الفاعلة في مجال التجارة والاستثمار والاقتصاد. في كل الأحوال فإن إيران مستعدة لتلبية الاحتياجات العامة للشعب الكويتي الشقيق بسبب جودة البضاعة والأسعار التنافسية التي تحفز التجار وتعزز النشاط التجاري.
وأشار السفير الإيراني إلى جهود السفارة لتشجيع السياحة، معربا عن سعادته لتنامي عدد السائحين من الكويت، مضيفا: في السابق كانت السياحة للأشقاء في الكويت تقتصر على السياحة الدينية في مدينتي مشهد وقم، لكننا اليوم نشهد جيلا من الشباب يقصد شيراز وطهران وأصفهان ومدن الشمال الإيراني للتمتع بالمناظر الخلابة والمنتجات الراقية لاسيما أن مناخ الفصول الأربعة هو السائد في المدن الإيرانية، ناهيك عن توافر رحلات الطيران المباشر الى هذه المدن.
وتابع: إن السياحة العلاجية أو الاستشفائية والعلاج بالمياه المعدنية والكبريتية متوافرة في العديد من المدن الإيرانية وترتقي الى المواصفات العالمية وتعتبر مقصدا للمرضى العرب الذين يلجأون الى المستشفيات والمصحات الزهيدة الثمن.
وكشف توتونجي عن أن السفارة تصدر نحو 100 ألف تأشيرة سياحية للمواطنين الكويتيين سنويا، ولا يستغرق الحصول على التأشيرة أكثر من 72 ساعة فقط، مشيرا إلى أن السفارة بدأت في إصدار تأشيرات سنوية متعددة لأصحاب المشاريع والأعمال التجارية والعقارية. ويمكن الحصول على التأشيرة كذلك بمجرد الوصول في مطارات طهران ومشهد وشيراز وأصفهان وأهواز، معربا عن أمله في أن تبادر السلطات الكويتية في المقابل إلى منح المواطنين الإيرانيين تأشيرات زيارة للكويت كما كانت سابقا لتحقيق التواصل الشعبي والأخوي بين الأهل في البلدين.
وكشف عن أن رابطة الصداقة الكويتية – الإيرانية تشكلت منذ أكثر من خمس سنوات وتتألف من نخب فكرية وشخصيات اقتصادية وجامعية وديبلوماسية مرموقة، وقد حققت نجاحات مهمة في تعزيز التواصل الشعبي بين البلدين، موضحا أنه أكد خلال لقائه مع رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون أهمية تفعيل لجنة الصداقة البرلمانية لتباشر نشاطها.
ولفت توتونجي إلى أن الجالية الإيرانية تعتبر من أقدم الجاليات في الكويت وتحظى باحترام السلطات الكويتية بسبب التزامها بالقوانين وسلوكها الحسن، موضحا أن القواسم المشتركة الثقافية والاجتماعية والقرب الجغرافي ساهم بلا شك في تعزيز الأواصر العائلية وإيجاد القرابة والمصاهرة بين الشعبين الجارين، كاشفا عن أن عدد أبناء الجالية الإيرانية في الكويت لا يتجاوز الأربعين ألف نسمة حاليا.
قال السفير الإيراني ان التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية ولاسيما في قطاع غزة أدمت قلوب أحرار العالم أجمع وفضحت الشعارات الطنانة التي يتشدق بها الغرب وأميركا حول حقوق الإنسان والديموقراطية، وكشفت عن زيفها وبطلانها وازدواجية المعايير، كما كشفت حقيقة الكيان الصهيوني للرأي العام العالمي، فأحداث غزة الراهنة دقت المسمار الأخير في نعش حقوق الإنسان الغربية وديموقراطيتهم المزعومة.
وأضاف: لقد طالب الرئيس رئيسي بتشكيل حلف عالمي لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بمشاركة الدول المتحالفة في مختلف المجالات وتسليط الضوء على الابادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين. وموقف إيران من القضية الفلسطينية ودعم المقاومة الإسلامية موقف ثابت ومبدئي وهي تدفع ضريبة هذا الدعم بمحاصرتها ومقاطعتها الحالية. ولفت إلى أن فزعة الشعب الكويتي لإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم ضد الاحتلال الصهيوني ساهمت في بلسمة جراح هذا الشعب المظلوم وكانت الكويت من أكثر الدول السباقة في تقديم المساعدات وإطلاق الجسر الجوي الإغاثي وتأكيد التضامن الرسمي والشعبي والإعلامي المشرف والمبدئي.