توقيف أحد عناصر فرقة الموت المرتبطة بالرئيس الغامبي السابق

أعلنت وزارة الإعلام في غامبيا القبض على سنا مانجان، وهو شخصية بارزة في فرقة “الجانغلرز” (الجنجلرز) المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة خلال فترة حكم الرئيس السابق يحيى جامع. يأتي هذا الاعتقال بعد تعاون أمني وثيق بين غامبيا والسنغال، ويشكل خطوة هامة في سعي غامبيا لتحقيق العدالة لضحايا فترة حكم جامع. وقد تم القبض على مانجان في منطقة كازامانس بجنوب السنغال، بعد سنوات من المطاردة والفرار منذ خسارة جامع للانتخابات عام 2016.
القبض على سنا مانجان وعلاقته بـ “الجانغلرز”
تم القبض على سنا مانجان، وهو ضابط سابق في الحرس الرئاسي، في الساعات الأولى من صباح السبت، وفقًا لبيان وزارة الإعلام الغامبية. ويعتبر مانجان من بين الأسماء الرئيسية التي وردت في شهادات لجنة الحقيقة والمصالحة في غامبيا، حيث اتُهم بالتورط في عمليات إعدام وتعذيب واختفاء قسري ضد معارضي النظام وناشطي المجتمع المدني. الفرقة التي كان ينتمي إليها، “الجانغلرز”، كانت مرتبطة بشكل وثيق بالرئيس جامع وكانت تتهم بتنفيذ أوامره.
عملية أمنية منسقة
أكدت وزارة الإعلام أن عملية القبض كانت نتيجة تعاون وثيق بين السلطات السنغالية والغامبية. هذا التعاون الأمني يعكس التزام البلدين بمكافحة الإفلات من العقاب وتحقيق المساءلة عن الجرائم التي ارتُكبت في الماضي. وتشير التقارير إلى أن التنسيق بين الجارتين كان مستمرًا لسنوات، مما أدى في النهاية إلى تحديد مكان مانجان والقبض عليه.
ويأتي هذا الاعتقال في سياق جهود أوسع تبذلها غامبيا لمواجهة إرث العنف والانتهاكات الذي خلفه حكم جامع. فمنذ توليه السلطة في عام 2017، عمل الرئيس الحالي آداما بارو على إصلاح المؤسسات الأمنية وتعزيز سيادة القانون. كما أنشأت الحكومة لجنة الحقيقة والمصالحة لسماع شهادات الضحايا وتوثيق الانتهاكات التي ارتُكبت خلال فترة حكم جامع.
وحسبما ورد في تقارير سابقة، فإن “الجانغلرز” كانت وحدة خاصة داخل الجيش الغامبي، يُزعم أنها نفذت عمليات خارج نطاق القانون بناءً على أوامر من القيادة العليا. وقد واجهت هذه الوحدة اتهامات بالقتل والاغتصاب والتعذيب، مما أثار غضبًا واسع النطاق في المجتمع الغامبي. والقيام بتقديم المتورطين إلى العدالة هو جزء أساسي من عملية المصالحة الوطنية.
هذا الاعتقال يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات التي ارتُكبت في ظل النظام السابق، كما أعلنت وزارة الإعلام. وتعمل الحكومة الغامبية حاليًا مع السلطات السنغالية لترتيب إجراءات تسليم مانجان إلى غامبيا لبدء محاكمته. من المتوقع أن يواجه مانجان اتهامات بالقتل والتعذيب وغيرها من الجرائم المتعلقة بحقوق الإنسان.
في الوقت الحالي، لم تصدر السلطات السنغالية أي تعليق رسمي حول تفاصيل عملية القبض أو إجراءات التسليم. ومع ذلك، من المتوقع أن يتم تسليم مانجان إلى غامبيا في غضون أيام أو أسابيع قليلة. وسيراقب المراقبون عن كثب سير المحاكمة، والتي من المرجح أن تكون ذات أهمية كبيرة للمصالحة الوطنية في غامبيا.
يبقى التحدي الأكبر هو تحديد ومحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات التي ارتُكبت خلال فترة حكم جامع. وتواصل السلطات الغامبية جهودها لجمع الأدلة وتحديد هوية الجناة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. من المتوقع أن تشهد غامبيا المزيد من الاعتقالات والمحاكمات في الأشهر والسنوات القادمة، في إطار سعيها لتحقيق العدالة والمساءلة.





