درس ووجبة.. جهود حثيثة لتعليم الأطفال النازحين بمدينة الأُبيّض بالسودان

تواجه آلاف الأطفال في السودان تحديات كبيرة في الحصول على التعليم، خاصةً في ظل النزوح المتزايد بسبب الحرب الدائرة. ففي مخيمات النزوح بولاية شمال كردفان، يسعى الأطفال جاهدين لمواصلة دراستهم رغم الظروف الصعبة، في محاولة لتعويض ما فاتهم من تعليم. هذه المبادرات التعليمية في المخيمات تمثل شريان حياة للأطفال المعرضين لخطر ضياع سنواتهم الدراسية، وهي ضرورية لضمان مستقبلهم.
تقع هذه المخيمات على أطراف مدينة الأبيض، حيث يعيش الأطفال النازحون مع عائلاتهم في خيام مؤقتة. أجبرت الحرب هؤلاء الأطفال على مغادرة منازلهم ومدارسهم، لكنهم لم يستسلموا لليأس، بل يبحثون عن أي فرصة لمواصلة التعلم. وتشهد ولاية شمال كردفان معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق للسكان.
أهمية التعليم في حالات الطوارئ
يُعد التعليم في حالات الطوارئ أمرًا بالغ الأهمية لضمان عدم فقدان جيل كامل من الأطفال فرصتهم في التعلم والتطور. فهو يوفر لهم شعورًا بالاستقرار والأمل في المستقبل، ويساعدهم على التغلب على الصدمات النفسية التي تعرضوا لها بسبب الحرب والنزوح. كما أن استمرار التعليم يساهم في حماية الأطفال من الاستغلال والعنف.
وفي هذه المخيمات، تبذل جهود كبيرة من قبل المتطوعين والمعلمين النازحين لتوفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال. يعمل هؤلاء الأفراد بتفانٍ لتدريس الأطفال في الخيام أو في المساحات المفتوحة، باستخدام الموارد المتاحة بشكل محدود. وتشمل هذه الموارد الكتب المدرسية القديمة، والأقلام، والسبورات البدائية.
تحديات تواجه العملية التعليمية
تواجه المبادرات التعليمية في مخيمات النزوح العديد من التحديات، بما في ذلك نقص الموارد المالية والبشرية، وعدم توفر البنية التحتية المناسبة، والصعوبات في الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً. بالإضافة إلى ذلك، يعاني العديد من الأطفال من مشاكل نفسية واجتماعية نتيجة للحرب والنزوح، مما يؤثر على قدرتهم على التعلم.
وتفتقر المخيمات إلى المرافق الأساسية مثل المياه النظيفة والصرف الصحي، مما يزيد من صعوبة توفير بيئة صحية وآمنة للأطفال. كما أن نقص الغذاء والتغذية السليمة يؤثر على قدرتهم على التركيز والتعلم. وتشير التقارير إلى أن سوء التغذية أصبح مشكلة متزايدة في مخيمات النزوح.
مستقبل التعليم في ظل النزاع
تعتبر عودة الأطفال إلى المدارس النظامية أمرًا ضروريًا لضمان مستقبلهم. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب توفير الأمن والاستقرار، وإعادة بناء المدارس والبنية التحتية التعليمية المتضررة. كما يتطلب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال لمساعدتهم على التغلب على الصدمات التي تعرضوا لها.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل في السودان قد تأثروا بالنزاع، وأنهم بحاجة إلى دعم عاجل لضمان استمرار تعليمهم. وتدعو المنظمات الدولية والمحلية إلى زيادة الدعم المالي والإنساني لقطاع التعليم في السودان، وإلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية الأطفال وضمان حقوقهم في التعليم.
من المتوقع أن تستمر الجهود الرامية إلى توفير التعليم في حالات الطوارئ للأطفال النازحين في السودان خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد على توفير الأمن والاستقرار، وزيادة الدعم المالي والإنساني، وتضافر جهود جميع الأطراف المعنية. يجب مراقبة تطورات الوضع الأمني والإنساني في السودان عن كثب، وتقييم الاحتياجات التعليمية للأطفال النازحين بشكل دوري.





