جدل بسوريا حول دعوات الحكومة للمؤثرين ودورهم بتشكيل الرأي العام

Published On 1/9/2025
|
آخر تحديث: 12:34 (توقيت مكة)
المؤثرون هم الأشخاص الذين يمتلكون جمهورا كبيرا من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتميزون بالقدرة على الاستفادة من شعبيتهم لإقناع الآخرين بفكرة أو سلعة ما. أي أنهم يستطيعون توجيه هذه الشعبية لأغراض ترويجية أو لتحقيق أهداف محددة.
ولكن، ما نوع المحتوى الذي يقدمه هؤلاء المؤثرون؟
هذا السؤال كان محور جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي السورية، خاصة بعد حصول نسبة كبيرة ممن يوصفون بالمؤثرين وصناع المحتوى على الساحة السورية على دعوات رسمية من الحكومة لحضور فعالياتها.
غداً في مدينة حلب….
ولأول مرة في سورية برعاية وزارة الإعلام….
ينطلق مؤتمر سكريبت لصناع المحتوى
فعالية تجمع أكثر من 380 صانع محتوى عربي وسوري، حدث هام على طريق استثمار الطاقات الرقمية للترويج للقطاعات الحيوية في سورية، pic.twitter.com/FuqT8XljKp— وزارة الإعلام السورية (@SyMOIGov) August 31, 2025
فقد تساءل مدونون في هذا الشأن واعتماد الحكومة السورية بشكل كبير على صناع المحتوى بالقول: هل التسويق عبر المؤثرين ضرورة أم مجرد عبث؟
فأجاب أحدهم: تخيل أنك تمتلك شركة كبيرة ذات سمعة تاريخية عريقة، هل بإمكانك أن تجعل شخصا لا يقدم محتوى جيدا الوجه الإعلامي لمؤسستك لمجرد أنه معروف ويحظى بمشاهدات عالية؟
وأضاف قائلا “قبل الانجرار وراء تأثير مشاهير السوشيال ميديا، علينا أن نطرح عدة أسئلة: ما هو المحتوى الذي يقدمه هؤلاء؟ من هو جمهورهم؟ وهل يتناسب هذا المحتوى مع السمعة التي نرغب ببنائها من خلالهم؟ وليس كل مشهور مؤثرا، وليس كل مؤثر صاحب قضية أو سمعة حسنة”.
ورأى آخرون أن منح المؤثرين الذين وصفوهم بأصحاب رسالة غير هادفة مساحات من دون تمحيص أو تدقيق يهدم وعي الشباب بدل أن يبنيه.
وأشار ناشطون إلى جوانب لا يتم تناولها أو تصويرها من قبل بعض “المؤثرين” عند زيارتهم سوريا لمجرد الاستعراض وطلب الترند، من أبرزها وفق ما يورد الصحفي مراد قوتلي:
الانتشار المخيف للفقر بين الناس: فقد يحدث أن تأكل سندويشة في الشارع، فيأتيك شخص يطلب منك “قسمة طعام” ليسد به جوعه. والانتشار الواسع للمتسولين من الأطفال والنساء وكبار السن. وأيضا أجيال من الأطفال المشردين الذين لم يعرفوا معنى مقعد الدراسة يوما، ووجوه الناس المتعبة بسبب 14 عاما من الحرب والظلم وقسوة الحياة.
ما لا يرويه ولا يصوره بعض “المؤثرين” السوريين عن سوريا عندما يأتونها لأجل “الفشخرة”، و”المياعة”، و”الترند”، و”صناعة التفاهة”:
– الانتشار المُرعب للفقر بين الناس: تخيّل أنك تأكل سندويشة في الشارع، يأتيك من يطلب منك “قسمة طعام” مما تأكله ليسد به جوعه.
– الانتشار الهائل للمتسولين…
— Murad Kwatly (@MuradSyr) August 29, 2025
في المقابل، قال سوريون إن بعض المنشورات تستنكر على الحكومة السورية دعوتها لمؤثرين وصفوهم “بالتافهين” إلى مؤتمراتها، وذكروا عدة أسباب لذلك، منها: أن حكومات العالم باتت تدرك فقدانها لجانب كبير من السيطرة على الإعلام والتوجيه التقليدي في ظل العولمة وثورة مواقع التواصل، وأصبحت مضطرة للتعامل مع المؤثرين واستقطابهم. فهي تسعى أولا إلى احتوائهم، وعندما تفشل مع بعضهم تكتفي بتحييدهم حتى لا ينقلبوا عليها. والبعض يُستغل ليكون منبرا أو بوقا دعائيا بشكل مباشر أو غير مباشر.
رأيت بعض المنشورات تستنكر على الحكومة السورية دعوتها لمؤثرين “تافهين” إلى مؤتمر في حلب، ومع أنه لا صلة لي بالحدث فتعليقي هو التالي:
كل حكومات العالم تدرك فقدانها لجزء كبير من السيطرة على الإعلام والتوجيه في ظل العولمة وثورة مواقع التواصل، حتى أصبحت مضطرة للتعامل مع المؤثرين… pic.twitter.com/BMYpYigv4p— أحمد دعدوش (@ahmad_dadoosh) August 31, 2025
وأضاف هؤلاء أن الدولة تمرر من خلال البعض الآخر رسائل دعائية، ويكفى منع استقطابهم من جهات معادية أو منافسة. وهذا كله يصب في مجال القوة الناعمة للدول.
وأشار آخرون إلى أن هناك شرائح من الجمهور، مثل جيل “زد”، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر المؤثرين حتى وإن وصفوا “بالتفاهة”. واستقطابهم قد يبدو للبعض ترويجا للسطحية، بينما يراه صانع القرار استثمارا في منصات إعلامية ذات طابع خاص، فالمعيار هنا هو حجم جمهور المؤثر وليس بالضرورة مستوى المحتوى الذي يقدمه. وهناك العديد من الشواهد والمعلومات حول مؤثرين تلقوا عروضا مغرية من حكومات ثرية لاحتوائهم وترويضهم.