جمعية السدو تفتتح أول منفذ بيع لها في مطار الكويت

افتتحت جمعية السدو الحرفية أول متجر لها في مطار الكويت الدولي، مبنى طيران الكويتية (T4)، يوم الأربعاء الماضي. هذه الخطوة تهدف إلى دعم الحرفيين الكويتيين وتعزيز مبيعات منتجاتهم اليدوية أمام جمهور دولي واسع. يمثل هذا الافتتاح علامة بارزة في جهود صون التراث الكويتي وتوفير منصة تسويقية فعالة للحرف التقليدية.
جاء الافتتاح بحضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الشيخ حمود المبارك، ورئيسة جمعية السدو الحرفية الشيخة بيبي الدعيج الصباح، ويعد تتويجًا لجهود مشتركة بين الجمعية والهيئة لتعزيز الهوية الوطنية في أحد أهم مداخل البلاد. وقد أعربت الشيخة بيبي عن تقديرها للدعم الحكومي المستمر للحرف اليدوية.
أهمية دعم الحرفيين الكويتيين والحفاظ على التراث
يأتي هذا المشروع في إطار رؤية أوسع لدعم القطاعات الصغيرة والمتوسطة في الكويت، وعلى رأسها قطاع الحرف اليدوية الذي يعتبر ركيزة أساسية في التراث الكويتي. تعتبر الحرف اليدوية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للبلاد، ونقل هذه المهارات من جيل إلى جيل يضمن استمراريتها.
جهود جمعية السدو الحرفية
تسعى جمعية السدو الحرفية إلى تمكين الحرفيين الكويتيين من خلال توفير التدريب والتأهيل، بالإضافة إلى إيجاد قنوات تسويقية لمنتجاتهم. وتركز الجمعية بشكل خاص على الحفاظ على فن السدو التقليدي، وهو فن النسيج اليدوي الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين في شبه الجزيرة العربية. تشمل أنشطة الجمعية تنظيم ورش عمل ومعارض وفعاليات تهدف إلى التعريف بالسدو والحرف الأخرى.
وصفت الشيخة بيبي الدعيج الصباح دعم مجلس الوزراء للحرفيين بأنه “مستمر” و “عميق”، مشيرة إلى أن هذا الدعم يفتح آفاقًا جديدة لتسويق المنتجات المحلية. وأضافت أن تعاون الهيئة العامة للطيران المدني كان “مثمرًا” و “سهّل الإجراءات” بشكل كبير.
من الناحية الأخرى، أشارت الهيئة العامة للطيران المدني إلى أن العقد مع جمعية السدو يحمل قيمة حضارية كبيرة، ويعكس التزامها بإبراز التراث الكويتي أمام الزوار والمسافرين. وأكد مدير إدارة المشاريع في الطيران المدني، م. راشد العنزي، أن هذا التعاون يساهم في نشر الثقافة الكويتية على نطاق واسع.
توسيع نطاق دعم المنتجات الوطنية في المطار
تأتي مبادرة دعم الحرفيين ضمن توجه عام من الطيران المدني لتعزيز المنتجات الوطنية في مبنى الركاب T4، وفي المناطق الاستثمارية الأخرى داخل المطار. يهدف هذا التوجه إلى دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل، تماشيًا مع رؤية الكويت 2035.
تعكس هذه الخطوة التزام القيادة السياسية بدعم وتسويق المنتج الوطني، وفقًا لتصريحات المسؤولين في الطيران المدني. وتتضمن الخطط المستقبلية إتاحة مساحات إضافية لعرض المنتجات المحلية المختلفة، بما في ذلك الأغذية والملابس وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت الهيئة العامة للطيران المدني في استكشاف فرص التعاون مع جمعيات ومنظمات أخرى تعمل في مجال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ويشمل ذلك تقديم تسهيلات في تأجير المساحات التسويقية، وتقديم الدعم اللوجستي والإداري.
التأثير المتوقع لمتجر الحرفيين في المطار
يتوقع أن يكون للمتجر الجديد تأثير إيجابي على مبيعات الحرفيين الكويتيين، وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الوطني. وسيوفر المتجر منصة لعرض مجموعة متنوعة من المنتجات اليدوية، بما في ذلك السدو والسيراميك والمجوهرات وغيرها. كما سيساهم في تعزيز السياحة الثقافية في الكويت.
يعتبر مبنى T4 من أكثر مباني المطار حيوية، حيث يستقبل أعدادًا كبيرة من المسافرين من مختلف أنحاء العالم. وبالتالي، فإن وجود متجر للحرفيين في هذا المبنى يتيح لهم الوصول إلى جمهور عالمي واسع، وزيادة فرص تسويق منتجاتهم.
لا تقتصر أهمية هذه المبادرة على الجانب الاقتصادي، بل تتعداه إلى الجانب الاجتماعي والثقافي. فمن خلال دعم الحرفيين وتشجيعهم على الاستمرار في ممارسة حرفهم، فإننا نساهم في الحفاظ على جزء مهم من الهوية الثقافية الكويتية. كما نساعد في نقل هذه المهارات من جيل إلى جيل، وضمان استمراريتها في المستقبل.
تشير التوقعات الأولية إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني وجمعية السدو الحرفية سيقومون بتقييم أداء المتجر خلال الأشهر القليلة المقبلة، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف، ووضع خطط لتطويره وتحسينه. ويتم حاليًا دراسة إمكانية إنشاء متاجر مماثلة في مباني المطار الأخرى، وفي أماكن عامة أخرى في الكويت. وستعتمد الخطوات التالية على نتائج التقييم، وميزانية الهيئة، والأولويات الوطنية.





