جمعية القلب الأمريكية تحذر: صحة اللثة عامل مؤثر في أمراض القلب والشرايين

حذّرت جمعية القلب الأمريكية (AHA) من وجود صلة قوية بين صحة اللثة وأمراض القلب والأوعية الدموية، مؤكدة أن إهمال نظافة الفم يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة القلب. هذا التحذير يأتي في ظل تزايد الأدلة التي تربط الالتهابات المزمنة، بما في ذلك التهاب اللثة، بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد نشرت المجلة الطبية Circulation تفاصيل هذا الارتباط الهام.
التحذير الصادر عن الجمعية يركز على أهمية العناية بصحة الفم كجزء أساسي من الوقاية من أمراض القلب. ويشمل هذا التحذير البالغين من جميع الأعمار، ولكنه ذو أهمية خاصة للأفراد الذين يعانون بالفعل من عوامل خطر مرتبطة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. البيان صدر في واشنطن العاصمة، ويستند إلى مراجعة شاملة للبحوث العلمية الحديثة.
صحة اللثة وأمراض القلب: ما العلاقة؟
تشير الأبحاث إلى أن أمراض اللثة، مثل التهاب دواعم السن، يمكن أن تساهم في تطور تصلب الشرايين. يحدث هذا عندما تتراكم لويحات دهنية داخل الشرايين، مما يضيقها ويقلل من تدفق الدم. وفقًا للجمعية، يمكن للبكتيريا الموجودة في اللثة المتهيجة أن تدخل مجرى الدم وتسبب التهابات مزمنة في جميع أنحاء الجسم.
كيف يؤثر التهاب اللثة على القلب؟
الالتهاب المزمن الناتج عن أمراض اللثة يمكن أن يتلف الأوعية الدموية ويسرع من عملية تصلب الشرايين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى في القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب. التهاب دواعم السن هو حالة شائعة تؤثر على الأنسجة الداعمة للأسنان.
الأدلة العلمية المتراكمة لا تقتصر على أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية. الجمعية تشير إلى أن التهاب اللثة قد يكون مرتبطًا أيضًا باضطرابات نظم القلب، وفشل القلب، وحتى مرض الشرايين المحيطية الذي يؤثر على الأطراف.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن العلاقة بين أمراض اللثة وأمراض القلب ليست علاقة سببية مباشرة ومثبتة بشكل قاطع. العديد من العوامل الأخرى تساهم في تطور أمراض القلب، مثل النظام الغذائي ونمط الحياة والوراثة. لكن الباحثين يتفقون على أن تقليل الالتهاب المزمن، بما في ذلك علاج أمراض اللثة، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 40% من البالغين فوق سن الثلاثين يعانون من التهاب دواعم السن. تزداد هذه النسبة بشكل ملحوظ بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، وكذلك بين المدخنين. هذه الفئات السكانية قد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بصحة الفم.
العناية اليومية بصحة الفم، بما في ذلك تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام، تعتبر أمرًا بالغ الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، يوصي الخبراء بإجراء فحوصات دورية للأسنان لتحديد وعلاج أي مشاكل في اللثة في مراحلها المبكرة. النظافة الفموية الجيدة ليست مجرد وسيلة للحفاظ على ابتسامة صحية، بل هي أيضًا استثمار في صحة القلب على المدى الطويل.
الوقاية من تسوس الأسنان هي جزء آخر مهم من الحفاظ على صحة الفم. يمكن أن يؤدي تسوس الأسنان غير المعالج إلى التهابات يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. اتباع نظام غذائي صحي وتقليل تناول السكريات يمكن أن يساعد في منع تسوس الأسنان.
تتزايد الجهود لدمج فحص الأسنان والعناية باللثة كجزء من الرعاية الصحية الشاملة. يهدف هذا النهج إلى توفير تقييم شامل لمخاطر المريض الصحية، بما في ذلك عوامل الخطر المتعلقة بصحة الفم. التعاون بين أطباء الأسنان وأطباء القلب يمكن أن يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن يتم إجراء المزيد من البحوث لتوضيح العلاقة السببية بين أمراض اللثة وأمراض القلب. كما من المرجح أن يتم تطوير إرشادات أكثر تفصيلاً حول كيفية دمج العناية بصحة الفم في استراتيجيات الوقاية من أمراض القلب. من المهم متابعة التطورات في هذا المجال، حيث يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الممارسات الصحية.
في الوقت الحالي، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان علاج أمراض اللثة يمكن أن يقلل بشكل مباشر من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، فإن الأدلة المتاحة تشير بقوة إلى أن العناية الجيدة بصحة الفم هي جزء مهم من نمط حياة صحي للقلب.





