Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

حرب غزة.. مفاوضات وقف النار بلا «دخان أبيض»

لم تتضح بعد نتائج مفاوضات الأسبوع الماضي في القاهرة بشأن حرب غزة، إذ إن تصريحات الأطراف متناقضة، وتعكس رغبات أكثر منها وقائع، وأتت جولة الأسبوع الماضي من دون أن يتصاعد «الدخان الأبيض»، لكن الدخان الأسود والنيران ظلت تتصاعد من كل أنحاء قطاع غزة مع استمرار القصف.

مصادر مصرية مطلعة قالت إن هذه الجولة من المفاوضات انتهت، الاثنين، «من دون نتيجة». وقبل يوم غادر وفد «حماس»، الذي قال إنه جاء للاستماع من الوسطاء وليس للتفاوض، وكرر وفد «حماس» الذي غادر القاهرة، الأحد، أن أي اتفاق لكي يكون مقبولاً من الحركة والفصائل الفلسطينية يجب أن يتضمن «وقف إطلاق نار دائم، وانسحاباً كاملاً من قطاع غزة، وحرية عودة السكان إلى مناطقهم، والإغاثة وإعادة الإعمار، وصفقة تبادل جادة»،

لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أصر على إشاعة جو من التفاؤل الحذر، إذ قال إن المفاوضين يواصلون العمل للتوصل إلى اتفاق.

رغم هذه الأجواء الملبدة بالضباب نقلت شبكة «سي إن إن»، أمس، عن مسؤول أمريكي قوله إن مفاوضات القاهرة كانت «بناءة وأجريت بروح من جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق نهائي، وقابل للتنفيذ»، وإن محادثات مجموعة العمل على المستوى الأدنى ستستمر في الأيام المقبلة «لمعالجة القضايا والتفاصيل المتبقية بشكل أكبر».

ونقلت عن مسؤول ثانٍ قوله إن الوسطاء ناقشوا «التفاصيل النهائية» لاتفاق محتمل، بما في ذلك أسماء الفلسطينيين في سجون إسرائيل، الذين سيتم تبادلهم كجزء من الاتفاق. وفي محاولة لحفظ خط الرجعة قال المسؤول الأمريكي: إن مثل هذا التقدم «لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب»، معتبراً أن نقاط الخلاف المتبقية، على الرغم من أهميتها، ينظر إليها على أنها «قابلة للتجاوز»، ومن هذه القضايا هي الوجود العسكري الإسرائيلي على حدود غزة مع مصر «محور فيلادلفيا»، وهذه مسألة يشترك في رفضها الجانبان الفلسطيني والمصري.

جدل

الجدل السياسي داخل إسرائيل له منحى مختلف، حيث الانقسام والاستقطاب، الذي كان قبل هجمات 7 أكتوبر أصبحا أكثر عمقاً، وباتت الخلافات والانتقادات بشأن إدارة الحرب كما إدارة المفاوضات تطفو على السطح، ويشترك فيها المستوى العسكري، وهذا أمر غير مسبوق منذ إنشاء إسرائيل.

صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قالت، أمس، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أرسل فريق التفاوض إلى القاهرة مع مقترح سبق أن رفض من جانب الفريق التفاوضي قبل أشهر، قبل أن يرفضه الوسطاء.

الصحيفة أوضحت، كما نقلت مواقع فلسطينية عنها، أن المقترح تضمن حفر قنوات في محور «نتساريم»، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، بحيث لا تسمح بعبور مركبات، واصفة المقترح بـ«غير العادي لحل مشكلة محور نتساريم».

ورأت الصحيفة أن «هذه الخطة غير ممكنة، وسبق أن رفضت منذ مدة والفريق عارضها بشدة»، مشددة على أنه رغم ذلك لم يتنازل عنها نتانياهو، بينما رفضها الوسطاء بشكل كلي.

عقبات

وفي مفاوضات وقف إطلاق النار طالب الوفد الإسرائيلي بالبقاء في 8 نقاط عسكرية على امتداد محور «فيلادلفيا»(الحدود بين غزة ومصر)، وخفض العدد إلى 5 نقاط بعد التفاوض، فيما يصر الجانبان الفلسطيني والمصري على الانسحاب الكامل من المحور.

ونقلت «يديعوت أحرونوت»عن مصادر قولها إن «الناس يعتقدون أننا إذا حللنا بنداً واحداً فسوف تكون هناك صفقة، ولا يفهمون أن نتانياهو يأتي فوراً ببند آخر، ما يعرقل التوصل إلى حل».

ووفق مراقبين ينطوي المشهد على كثير من التعقيد، إذ إن وجود جولات تفاوض لا يعني الوصول إلى نتيجة، كما لا يعكس بالضرورة جدية هذا لطرف أو ذاك في الوصول إلى اتفاق، في حين أن محللين وإعلاميين إسرائيليين يؤكدون أن نتانياهو لا مصلحة له، وفريقه الحكومي في وقف الحرب، أولاً لأن أهدافه المعلنة لم تتحقق، وثانياً لأن بانتظاره قضائياً الكثير من القضايا أضيف إليها هجوم 7 أكتوبر وكيفية إدارة الحرب.

وثمة من المحللين والمراقبين من هم أكثر تشاؤماً من مجرد رؤية الأمور تراوح مكانها مع استمرار الحرب، بل إن إمكانية توسعها قائمة، وتزداد احتمالاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى