شهد مركز الظهران إكسبو، الذي يستضيف فعاليات مصاحبة لكأس نادي الصقور السعودي 2025، إقبالاً كبيراً على جناح الحرف اليدوية التقليدية. وقدّم الجناح للزوار تشكيلة واسعة من المنتجات التراثية التي تعكس غنى الثقافة السعودية، خاصةً في المنطقة الشرقية، وذلك بهدف الحفاظ على هذا الموروث الثقافي ودعمه. يمثل هذا الجناح جزءاً من جهود نادي الصقور لدمج التراث والهوية الثقافية مع فعاليات رياضية عالمية المستوى.
أُقيم جناح الحرف اليدوية خلال الفترة المصاحبة لمنافسات كأس نادي الصقور في مدينة الخبر، بالقرب من شاطئ نصف القمر. وقد استضاف المركز فعاليات متنوعة، أبرزها مسابقة الملواح التي تضم 48 شوطًا وتُقدم جوائز إجمالية تتجاوز عشرة ملايين ريال للفائزين. تأتي هذه الفعاليات بتنظيم نادي الصقور وبالشراكة مع إمارة المنطقة الشرقية.
أهمية الحرف اليدوية التقليدية في إبراز الهوية السعودية
تعتبر الحرف اليدوية التقليدية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية السعودية، وهي تعبير ملموس عن تاريخ المنطقة وعادات أهلها. وقد ساهم جناح الحرف اليدوية في إبراز هذا البعد الثقافي من خلال استعراض مجموعة متنوعة من الصناعات اليدوية التي تمثل المنطقة الشرقية بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، يهدف الجناح إلى دعم الحرفيين المحليين وتمكينهم من مواصلة ممارسة هذه الحرف.
ورش عمل وعروض حية
شهد الجناح تنظيم ورش عمل وعروض حية قدمها فنانون وحرفيون سعوديون، حيث أظهروا مهاراتهم في صناعة الفخار، والنقش على المعادن، وحياكة السدو، وأعمال الخوص. وقد أتاحت هذه العروض للزوار فرصة لمشاهدة عملية صناعة المنتجات التراثية بأنفسهم والتعرف على الأدوات والتقنيات المستخدمة.
كما عرض الحرفيون أعمالهم من البشوت والغتر والشماغ الحساوي المصنوعة بالطرق التقليدية، بالإضافة إلى الحلي التراثية التي تعكس ذوق الأجداد. هذه المنتجات لم تعرض فقط للبيع، بل كانت أيضاً فرصة للزوار للتعرف على القصص وراء كل قطعة فنية.
إقبال الزوار وتفاعلهم
حظي جناح الحرف اليدوية بإقبال كبير من الزوار، خاصة العائلات والأطفال، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالمنتجات المعروضة وبالورش الحرفية. وقد قام الزوار بشراء العديد من المنتجات التراثية كتذكارات أو كهدايا.
وأشار العديد من الزوار إلى أهمية هذه المبادرة في الحفاظ على التراث السعودي وتعزيزه. واعتبروا أن جناح الحرف اليدوية يمثل فرصة رائعة للأجيال الجديدة للتعرف على ثقافة أجدادهم وتقديرها. الفعاليات الثقافية المصاحبة لكأس الصقور عززت من السياحة الثقافية في المنطقة.
دور نادي الصقور في دعم التراث الثقافي
يأتي تنظيم جناح الحرف اليدوية التقليدية ضمن جهود نادي الصقور السعودي المستمرة لدعم التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية. فالنادي لا يقتصر دوره على تنظيم مسابقات الصقور، بل يمتد ليشمل تنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية تهدف إلى إبراز ثراء التراث السعودي.
وقد أكد نادي الصقور على أهمية الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية كجزء من التراث الثقافي غير المادي للمملكة. وشدد على ضرورة دعم الحرفيين المحليين وتمكينهم من مواصلة ممارسة هذه الحرف ونقلها إلى الأجيال القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم نادي الصقور في إيجاد أسواق جديدة للمنتجات الحرفية، مما يساعد على زيادة دخل الحرفيين وتحسين مستوى معيشتهم. كما يحرص النادي على تنظيم فعاليات ومعارض لعرض المنتجات الحرفية على نطاق واسع.
هذا الاهتمام بالتراث التقليدي يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وتنمية القطاع الثقافي.
من المتوقع أن يستمر نادي الصقور السعودي في تنظيم فعاليات مماثلة في المستقبل، بهدف تعزيز التراث الثقافي ودعم الحرفيين المحليين. وستتضمن النسخ القادمة من كأس الصقور المزيد من الفعاليات الثقافية التي تعكس غنى التراث السعودي. تبقى متابعة استثمارات النادي في هذا المجال، وتقييم أثر هذه الفعاليات على الحرفيين والمجتمع المحلي، أمراً بالغ الأهمية.
