«حزب الله» يتشدد أم يعتدل؟
سؤال المليار دولار:
هل اغتيال حسن نصر الله سوف يجعل «حزب الله» أكثر اعتدالاً أم أكثر تشدداً؟
لا توجد إجابة قاطعة شافية يمكن الرهان عليها الآن، لكن هناك رهانات متناقضة عدة في هذا المجال بناء على تقديرات محددة.
أولاً الرهان الإسرائيلي: وهو يعتمد على أن قتل حسن نصر الله، بعدما تمت عملية اصطياد كافة رجاله الفاعلين هي ضربة موجعة للحزب مادياً وفيها إضعاف للهيبة أمام جمهور الحزب وهز للمعنويات أمام رجال الحزب.
وتدلل الصحف العبرية على أن رد الفعل الذي جاء من الحزب عقب الاغتيال وهو ضعيف كمياً من ناحية عدد الصواريخ واختيار الأهداف يعكس انضباط الحزب في رد فعله وعدم تغليب العواطف الانتقامية.
ثانياً التقدير الأمريكي: ويتبناه المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين ويعتمد على أن إضعاف «حزب الله» سوف يؤدي بالضرورة إلى إمكانية التنفيذ العملي للشروط الإسرائيلية الأمريكية للقرار 1701، ويمكن من خلالها إعادة «قوة الرضوان» إلى ما بعد الليطاني، ويستند هذا الرهان إلى إعلان الحكومة اللبنانية على لسان رئيسها استعدادها الصريح للتنفيذ الكامل للقرار 1701.
ثالثاً التقدير الإيراني: وهو تقدير شعبوي يعتمد على الخطاب الجهادي الحماسي الإيراني وما يعرف بمحور الممانعة أن «الحزب قادر على أن يستكمل جهاده وقتاله مهما سقط له من شهداء»، ويعتمد هذا التصور على أن طهران عقب اغتيال نصر الله سوف تتدخل بشكل مباشر وعميق في إدارة شؤون الحزب لملء الفراغ.
وأخيراً: هناك تقدير مسار التاريخ الذي أثبت أنه بعد ذهاب الطفيلي أول أمناء الحزب، جاء عباس الموسوي الأكثر تشدداً، ثم بعدما اغتالت إسرائيل الموسوي جاء نصر الله الذي خاض أشد المعارك ضد إسرائيل وأعاد بناء الحزب كقوة سياسية ودور اجتماعي ومؤسسات مالية.
كل الأدوار تعتمد الآن على كيف ترى إيران دورها الإقليمي، ومستقبل علاقتها مع الأمريكيين لمقايضة الاتفاق النووي برفع العقوبات.