Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

حضرموت على صفيح ساخن.. ما الذي يحدث حول حقول النفط؟

تشهد محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن تصاعدًا ملحوظًا في التوترات العسكرية، بعد اشتباكات بين قوات حلف قبائل حضرموت وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالقرب من منشأة نفطية حيوية. هذه التطورات تثير مخاوف من تفكك إضافي للبلاد، واندفاعها نحو مرحلة جديدة من الحرب الأهلية المستمرة، والتي تغذيها طموحات استقلالية وأجندات إقليمية معقدة. وتعتبر حضرموت، الغنية بالنفط، نقطة اشتعال جديدة في الصراع اليمني.

يتنازع على السيطرة في حضرموت ثلاثة أطراف رئيسية: الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، والتي تصر على وحدة اليمن؛ المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى إلى الانفصال ويعتبر حضرموت جزءًا لا يتجزأ من مشروع دولة “الجنوب العربي”؛ وحلف قبائل حضرموت، الذي يطالب بحكم ذاتي وإدارة محلية بعيدة عن التدخلات المركزية والجنوبية على حد سواء. هذا التنافس المتعدد الأوجه يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد المشهد السياسي اليمني.

ما الذي يحدث في حضرموت؟

قامت قوات المجلس الانتقالي، تحت اسم “قوات الدعم الأمني” بقيادة العميد صالح علي بن الشيخ أبو بكر، بالتحرك نحو المحافظة في محاولة للسيطرة على حقول النفط، وفقًا لزعيم حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش. يأتي هذا التحرك بعد قيام قوات “حماية حضرموت” المدعومة من الحلف بتأمين حقول المسيلة النفطية، تحسبًا لسيطرة قوات المجلس الانتقالي عليها.

يؤكد حلف قبائل حضرموت وجود مشروع للسيطرة على نفط حضرموت يشمل حقول الإنتاج وخطوط النقل وموانئ التصدير، وأن محاولة السيطرة على ميناء الضبة ومحاولة الوصول إلى شركة بترومسيلة جزء من هذا المشروع. وقد حذر الحلف من أن أي تمركز لقوات خارجية في حضرموت سيُعتبر احتلالًا، وسيتخذون إجراءات حاسمة لمواجهته.

في المقابل، أعلن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية التابع للمجلس الانتقالي عن إرسال ألوية عسكرية لدعم القوات المتواجدة في منشآت المسيلة النفطية. ويتهم المجلس الانتقالي قوات حلف قبائل حضرموت باقتحام المنشأة النفطية والاعتداء على القوات المتواجدة فيها، مؤكدًا أنه لن يسمح بذلك وسيتعامل مع الأمر بحزم.

خلفية الصراع وتداعياته

تتمتع حضرموت بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث تمثل 36% من مساحة اليمن وتضم موانئ رئيسية مثل المكلا والشحر والضبة، وتنتج حوالي 80% من نفط البلاد. هذه الثروات تجعلها هدفًا رئيسيًا للتنافس بين القوى المختلفة.

ورغم أن حضرموت ظلت بعيدة نسبيًا عن المواجهات المباشرة بين الحكومة والحوثيين، إلا أنها عانت من تداعيات الصراع وتزايد النفوذ المحلي والإقليمي. يعاني سكان حضرموت من تردي الخدمات وغياب التنمية، ويطالبون بتمثيل حقيقي في إدارة محافظتهم وثرواتها النفطية.

ما هو حلف قبائل حضرموت؟

حلف قبائل حضرموت هو تشكيل قبلي تأسس عام 2013، ويهدف إلى تحقيق حقوق أبناء حضرموت والمشاركة العادلة في السلطة والثروة. يناهض الحلف المجلس الانتقالي الجنوبي ويدعو إلى تطبيق الحكم الذاتي في المحافظة، ويمتلك قوة عسكرية في عدد من مديريات حضرموت.

يركز الحلف على تمكين سكان حضرموت من إدارة شؤون محافظتهم بأنفسهم، بعيدًا عن الوصاية المركزية. ويتبنى خطابًا يدعو إلى الشراكة العادلة في الثروة والسلطة، ويعارض أي محاولات للسيطرة الخارجية على المحافظة.

موقف الحكومة الشرعية

لم تصدر الحكومة اليمنية الشرعية أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن التطورات الأخيرة في حضرموت. ومع ذلك، حذر عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني من أن حضرموت تمر بمرحلة حرجة، داعيًا إلى وقف التصعيد وتجنب الصراع الداخلي. وأكد البحسني على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن واستقرار حضرموت.

ويرى مراقبون أن غياب الدولة المركزية وتوسع النفوذ القبلي قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات في حضرموت، مما يهدد بتحولها إلى ساحة صراع جديدة. ويشير تقرير صادر عن مركز سياسات اليمن إلى أن احتواء التوترات المتصاعدة يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات في حضرموت، مع استمرار التوترات بين الأطراف المتنازعة. من الضروري مراقبة الوضع عن كثب، والعمل على إيجاد حلول سياسية تضمن استقرار المحافظة وحماية ثرواتها، وتجنب انزلاقها نحو صراع أوسع. يبقى مستقبل حضرموت معلقًا على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى توافق يراعي مصالح جميع المكونات اليمنية.

المصدر: الجزيرة + الصحافة اليمنية + مواقع إلكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى