أجرى وفد من حركة حماس، بقيادة محمد درويش، محادثات مكثفة مع مسؤولين مصريين في القاهرة لمناقشة المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتأتي هذه المحادثات في ظل استمرار التحديات والانتهاكات الإسرائيلية التي تهدد بتقويض الاتفاق، مما يضع مستقبل وقف إطلاق النار على المحك. الهدف الرئيسي من هذه المشاورات هو إيجاد حلول لضمان استدامة الهدنة وتوسيع نطاقها.
وأكد حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، أن مسارات المرحلة الثانية من الاتفاق “معقدة”، وأن الحركة أبلغت مصر بصفتها وسيطًا بضرورة معالجة الخروقات الإسرائيلية المستمرة. وشدد قاسم على أهمية وجود آلية واضحة ومحددة لمراقبة الالتزام بالاتفاق، برعاية ومتابعة من الوسطاء. كما ناقش الوفد قضية مقاتلي رفح، مع التأكيد على ضرورة التواصل معهم بشكل عاجل.
التزام حماس بـ وقف إطلاق النار
وأكدت حماس، في بيان لها، التزامها بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، معربة عن قلقها إزاء استمرار الخروقات الإسرائيلية التي تهدد بتقويض الاتفاق. وطالبت الحركة بآلية واضحة ومحددة لوقف هذه الخروقات، برعاية ومتابعة من الوسطاء، بما في ذلك مصر وقطر. وتشمل هذه الخروقات، وفقًا للبيان، عمليات النسف والتدمير للمباني السكنية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
قضية مقاتلي رفح والجهود الإقليمية
تعتبر قضية مقاتلي رفح من القضايا العاجلة التي يناقشها الوفد مع المسؤولين المصريين. وتواجه الحركة صعوبات في التواصل مع هؤلاء المقاتلين بسبب انقطاع الاتصالات. وتسعى حماس، من خلال جهود الوسطاء، إلى إيجاد حل لهذه القضية، وضمان سلامة المقاتلين.
تأثير قرار مجلس الأمن رقم 2803
ناقش وفد حماس أيضًا بعض القضايا المتعلقة بقرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي يتعلق بخطة إنهاء الحرب في غزة. ويستهدف القرار ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ووقف إطلاق النار بشكل دائم. وتسعى الحركة إلى استيضاح بعض جوانب القرار، وكيفية تنفيذه على أرض الواقع. وتشمل هذه الجوانب فتح معبر رفح، وإدخال المساعدات الإنسانية بالشكل الكافي.
في المقابل، لم تلتزم إسرائيل بفتح معبر رفح بشكل كامل، ولم يتم إدخال المساعدات الإغاثية بالشكل المطلوب. ويواصل الجيش الإسرائيلي تجاوز “الخط الأصفر”، ويستمر في عمليات النسف والتدمير للمباني السكنية. هذه التطورات تثير قلقًا بالغًا بشأن مستقبل الهدنة، وتزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق دائم.
المساعدات الإنسانية والوضع في غزة هما من القضايا الرئيسية التي تتطلب حلولاً عاجلة. وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءًا، وأن هناك حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية والطبية. كما أن هناك حاجة إلى إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة.
من المتوقع أن تستمر المشاورات بين وفد حماس والمسؤولين المصريين خلال الأيام القادمة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار. ويعتمد نجاح هذه المشاورات على مدى التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق، ووقف الخروقات. وستكون متابعة تطورات الوضع على الأرض، وخاصة فيما يتعلق بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية، أمرًا بالغ الأهمية في الأيام القادمة.
