حماس تدين مجزرة عين الحلوة بلبنان وتتهم الاحتلال بالافتراء والكذب

:
أدانت فصائل فلسطينية ولبنانية بشدة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان، يوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر 2025، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وتثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التصعيد وتأثيره على الوضع الإقليمي. العدوان الإسرائيلي أثار موجة غضب واستنكار في الأوساط الفلسطينية واللبنانية.
وقع الحادث في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، حيث أفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل 13 شخصًا وإصابة أكثر من ستين آخرين، في حصيلة أولية قابلة للارتفاع. وتحدث شهود عيان عن قصف مسيرة إسرائيلية لسيارة في محيط مسجد خالد بن الوليد داخل المخيم، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة النطاق. الجيش الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن الغارة، مدعيا استهداف خلية تابعة لحركة حماس.
حماس تنفي وجود منشآت عسكرية في مخيم عين الحلوة
نفت حركة حماس بشدة أي وجود لمنشآت عسكرية أو تدريبية تابعة لها في مخيم عين الحلوة أو أي من المخيمات الفلسطينية في لبنان. وأصدرت الحركة بيانًا رسميًا وصفت فيه الغارة بأنها “اعتداء وحشي على شعبنا الفلسطيني الأعزل وعلى السيادة اللبنانية”. واعتبرت حماس ادعاءات الجيش الإسرائيلي محض افتراء وكذب يهدف إلى تبرير عدوانه وتأجيج الفتنة.
ردود الفعل اللبنانية والفلسطينية
أعربت الحكومة اللبنانية عن إدانتها الشديدة للغارة، واعتبرتها خرقًا واضحًا للسيادة اللبنانية وتصعيدًا خطيرًا للوضع. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين.
من جهتها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الغارة، واصفة إياها بالجريمة المروعة. كما أكدت الجبهة أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف عسكرية هي أكاذيب لتبرير جريمته. ودعت الفصائل الفلسطينية إلى توحيد الصف في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
تأتي هذه الحادثة بعد سلسلة من التوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، تشمل تبادلًا لإطلاق النار بين حزب الله والقوات الإسرائيلية. وقد أثارت هذه التوترات مخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
تأثير العدوان الإسرائيلي على الوضع الإقليمي
يثير القصف الإسرائيلي تساؤلات حول الأجندات الخفية وراء هذا التصعيد. يرى بعض المحللين أنه يأتي في سياق محاولات لإضعاف الفصائل الفلسطينية في المنطقة، وخاصة حماس، التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية. ويرى آخرون أنه يهدف إلى صرف الانتباه عن التحديات الداخلية التي تواجهها إسرائيل، وعلى رأسها الأزمة السياسية والاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحادثة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات بين لبنان وإسرائيل، وهو ما قد يهدد الاستقرار الإقليمي. كما أنها قد تؤدي إلى زيادة الضغوط على الحكومة اللبنانية، التي تواجه بالفعل تحديات كبيرة.
الوضع في جنوب لبنان يظل متوترًا للغاية، مع استمرار التواجد الإسرائيلي في المنطقة المحتلة. ويشهد مخيم عين الحلوة، مثل غيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان، أوضاعًا معيشية صعبة جدًا، ونقصًا في الخدمات الأساسية. هذه الظروف تزيد من حدة التوتر وتجعل المخيمات أكثر عرضة للاستهداف.
التصعيد الأمني الأخير سلط الضوء أيضًا على دور الأطراف الإقليمية والدولية في التعامل مع الأزمة. تتزايد الدعوات إلى تدخل دولي لوقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن التحقيقات قد تستغرق بعض الوقت، نظرًا للتعقيدات الأمنية والسياسية في المنطقة. ومن المتوقع أن يصدر الأمين العام للأمم المتحدة بيانًا رسميًا حول الحادثة، وأن يدعو إلى تحقيق شفاف ومستقل.
في الوقت الحالي، يبقى الوضع في مخيم عين الحلوة متأهبًا، مع توقعات بمزيد من التطورات في الساعات القادمة. وسيتابع المراقبون عن كثب ردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه الحادثة، وتأثيرها على مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في جنوب لبنان يوم الخميس القادم، في ظل تزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة. ويترقب المجتمع الدولي نتائج هذا الاجتماع، وما إذا كان سيتم التوصل إلى قرار ملزم بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.





