Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

خبيرة تغذية تحذر: تفويت الوجبات يهدد الصحة النفسية والغذائية

حذرت دراسة حديثة من أن تخطي الوجبات بشكل منتظم، خاصةً تناول الطعام مرة أو مرتين فقط في اليوم، يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية سلبية على الجسم والعقل. هذا التحذير يأتي في سياق تزايد شعبية الحميات الغذائية التي تعتمد على تقليل عدد الوجبات، مثل الصيام المتقطع، ويهدف إلى توعية الأفراد بأهمية توازن الوجبات للحفاظ على الصحة العامة.

وتشير التحذيرات إلى أن هذه الممارسة، والتي قد تبدو جذابة للبعض كطريقة لإنقاص الوزن، يمكن أن تؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية، خاصةً على المدى الطويل. تأتي هذه النصائح من خبراء في مجال التغذية والغدد الصماء، الذين يركزون على الآثار الفسيولوجية والنفسية لتناول الطعام غير المنتظم.

توازن الوجبات وأثره على عملية الأيض

وفقًا للدكتورة فيكتوريا غونتشار، أخصائية الغدد الصماء، فإن تخطي الوجبات يؤدي إلى تباطؤ عملية الأيض. يعتبر الأيض بمثابة المحرك الذي يحرق السعرات الحرارية، وعندما يتم تعطيله بسبب نقص الغذاء، يبدأ الجسم في الاحتفاظ بالطاقة بدلاً من استخدامها. وهذا التباطؤ يمكن أن يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة، بل وقد يتسبب في زيادة الوزن بمرور الوقت.

يحدث هذا التباطؤ كآلية دفاعية طبيعية للجسم. ففي حالة نقص الغذاء، يفضل الجسم الحفاظ على الطاقة المتاحة لضمان بقاء الأعضاء الحيوية تعمل. بالتالي، تعتبر الوجبات المنتظمة ضرورية لإرسال إشارة إلى الجسم بأنه لا يوجد نقص في الغذاء، مما يسمح له بالحفاظ على مستوى الأيض الطبيعي.

تأثيرات هرمونية ونفسية

لا يقتصر تأثير تخطي الوجبات على الجانب الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الهرموني والنفسي. يؤدي عدم تناول الطعام بانتظام إلى اختلال التوازن الهرموني، مما قد يؤثر على المزاج، والنوم، والشهية، والوظائف الإنجابية. الصيام المتقطع، على سبيل المثال، يجب أن يتم بحذر وتحت إشراف متخصص لتجنب هذه الاختلالات.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تخطي الوجبات إلى تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم. هذا الانخفاض المفاجئ في السكر يمكن أن يسبب التعب، والعصبية، وصعوبة التركيز، وانخفاض الإنتاجية، وحتى الدوار. يمكن أن يؤدي ذلك بدوره إلى اتخاذ قرارات غذائية سيئة عند تناول الطعام أخيرًا.

وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة بين تغذية صحية و الصحة النفسية بشكل عام، فالحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم من خلال الوجبات المنتظمة يساهم في تحسين المزاج وتعزيز القدرة على التعامل مع الضغوط.

نقص العناصر الغذائية والمخاطر طويلة الأمد

تُظهر البيانات أن تحديد الوجبات بوجبة أو وجبتين في اليوم يجعل من الصعب الحصول على كمية كافية من العناصر الغذائية الأساسية. تشمل هذه العناصر البروتين، والدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقدة، والفيتامينات، والمعادن. يؤدي نقص هذه العناصر إلى زيادة خطر الإصابة بالنقص الغذائي على المدى الطويل.

يلعب البروتين دورًا حيويًا في بناء وإصلاح الأنسجة، بينما توفر الدهون الصحية الطاقة وتدعم وظائف الدماغ. تعتبر الكربوهيدرات المعقدة مصدرًا مستدامًا للطاقة، بينما الفيتامينات والمعادن ضرورية للعديد من العمليات الحيوية في الجسم. الحصول على هذه العناصر من خلال نظام غذائي متوازن أمر ضروري للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض.

توصي معظم الإرشادات الغذائية بتناول وجبات الطعام على فترات منتظمة، بما لا يقل عن ثلاث وجبات في اليوم، مع إمكانية إضافة وجبات خفيفة صحية بينها. يجب أن تكون الفترة بين الوجبات حوالي ثلاث إلى خمس ساعات للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم والشعور بالشبع.

وفي سياق متصل، ينبه خبراء التغذية إلى أهمية وجبة الإفطار، التي غالبًا ما يتم تخطيها بسبب ضيق الوقت. تعتبر وجبة الإفطار بمثابة “كسر الصيام” بعد ساعات طويلة من النوم، وتوفر الطاقة اللازمة لبدء اليوم. تخطي الإفطار يزيد من خطر الإفراط في تناول الطعام في الوجبة التالية، خاصةً إذا كانت غنية بالسكريات والدهون.

يجدر بالذكر أن اختيار الأطعمة الصحية والمغذية هو المفتاح للحصول على أقصى استفادة من الوجبات. يجب التركيز على الأطعمة الكاملة، مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون.

في الختام، تؤكد الأدلة العلمية على أهمية توازن الوجبات و تناول الطعام بانتظام للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية. وتشير التوقعات إلى أن المزيد من الدراسات ستستمر في استكشاف العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي وعملية الأيض والتوازن الهرموني. من المتوقع أيضًا أن تزداد جهود التوعية بأهمية التغذية الصحية في السنوات القادمة، مع التركيز على الفوائد طويلة الأمد للنظام الغذائي المتوازن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى