خبير: تحديثات منصة "إكس" تُعزز الشفافية

أعلنت منصة “إكس” (تويتر سابقاً) عن تحديث جديد يهدف إلى زيادة الشفافية ومكافحة التضليل، وأثار هذا التحديث نقاشات واسعة حول خصوصية المستخدمين. عبدالرحمن العمري، خبير التهديدات السيبرانية، أوضح أن التحديث يتضمن إظهار بلد إقامة مستخدمي المنصة، وهو ما يعتبر خطوة إيجابية لدرء حملات التضليل والوقوف أمام الحسابات الوهمية. يأتي هذا التطور في ظل تزايد المخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة وتأثيرها على الرأي العام.
التحديث الذي بدأ تطبيقه مؤخراً، يتيح للمنصة وللمستخدمين الآخرين معرفة الموقع الجغرافي للحساب، حتى في حالة تنقل المستخدم. صرح العمري في مقابلة مع إذاعة “العربية إف إم” بأن هذا الإجراء لا يمثل انتهاكًا لخصوصية المستخدم، بل هو أداة مهمة لمواجهة الجرائم السيبرانية والممارسات الخادعة التي غالبًا ما تنطلق من خارج البلاد.
تأثير تحديث “إكس” على مكافحة التضليل والجرائم الإلكترونية
تعتبر مكافحة التضليل من أهم التحديات التي تواجهها منصات التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي. غالباً ما تستخدم الحسابات الوهمية والمشبوهة لنشر أخبار كاذبة، والتأثير على الانتخابات، وإثارة الفتن بين المجتمعات. يأتي تحديث “إكس” كجزء من جهود المنصة لتعزيز المصداقية والحد من انتشار المحتوى الضار.
زيادة الشفافية وتعزيز المساءلة
إظهار بلد المستخدم يساعد على تحديد مصادر المعلومات وتقييم مدى موثوقيتها. بإمكان المستخدمين الآن معرفة ما إذا كان الحساب الذي يتفاعلون معه ينطلق من بلد ذي مصالح متضاربة أو من منطقة معروفة بنشاطها في نشر المعلومات المضللة. بالإضافة إلى ذلك، يزيد هذا الإجراء من قدرة “إكس” على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحسابات التي تنتهك سياساتها.
مواجهة الجرائم السيبرانية والاحتيال المالي
وفقًا للعمري، العديد من الجرائم السيبرانية والاحتيال المالي تتم عبر حسابات وهمية يديرها مجرمون من الخارج. تحديث “إكس” يساعد على تتبع هذه الحسابات وتقديمها إلى العدالة. كما أنه يجعل عمليات الاحتيال أكثر صعوبة، حيث يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن الحسابات المشبوهة بسهولة أكبر.
هذا التحديث ليس بمعزل عن التحولات الأخرى التي تشهدها المنصة، حيث تسعى “إكس” إلى إعادة هيكلة سياساتها وتعزيز آليات الإشراف على المحتوى. يأتي هذا في وقت يشهد فيه العالم تزايداً في الهجمات السيبرانية وحملات التضليل المنظمة.
في سياق متصل، ذكر تقرير صادر عن مركز الأمن السيبراني الوطني في السعودية أن استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) لإخفاء الموقع الجغرافي قد لا يكون كافيًا لتجنب الكشف عن الهوية في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة. وأنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل سلوك المستخدم وأنماط تفاعله لتحديد موقعه بدقة متزايدة.
العديد من خبراء أمن المعلومات أشادوا بالخطوة، معتبرين أنها ستقلل بشكل كبير من قدرة الجهات الخبيثة على التلاعب بالرأي العام. إلا أن بعضهم أثار تساؤلات حول مدى فعالية التحديث في مواجهة التحديات التقنية المعقدة التي تواجه المنصة، مثل استخدام الحسابات المسروقة أو المزيفة.
مخاوف تتعلق بالخصوصية الرقمية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أشار نشطاء حقوقيون إلى ضرورة وجود آليات واضحة لحماية بيانات المستخدمين ومنع إساءة استخدامها. وشددوا على أهمية أن تكون “إكس” شفافة بشأن كيفية جمعها وتخزينها واستخدامها لهذه المعلومات.
يتوقع أن تقوم “إكس” بتوسيع نطاق هذا التحديث ليشمل ميزات أخرى، مثل التحقق من صحة الهويات وتقديم معلومات إضافية حول مصادر المحتوى. كما قد تتعاون المنصة مع الحكومات ووكالات إنفاذ القانون لمكافحة الجرائم السيبرانية والتصدي لحملات التضليل. تبقى المراقبة الدقيقة لآثار هذا التحديث على سلوك المستخدمين وفعالية التدابير الأمنية أمرًا بالغ الأهمية.
في الختام، يمثل تحديث “إكس” خطوة هامة في اتجاه تعزيز الشفافية ومكافحة التضليل، لكن نجاحه يعتمد على قدرة المنصة على معالجة المخاوف المتعلقة بالخصوصية والاستمرار في تطوير آليات الأمن السيبراني. من المتوقع أن تشهد الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة المزيد من التطورات في هذا المجال، حيث تسعى منصات التواصل الاجتماعي إلى التكيف مع التحديات المتغيرة في الفضاء الرقمي.