Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

مليون لاجئ سوري في لبنان وتركيا يعودون إلى بلادهم

شهدت حركة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم تسارعًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، حيث أعلنت كل من تركيا ولبنان عن عودة ما يقارب المليون لاجئ. يأتي هذا التطوّر وسط جهود إقليمية ودولية لتوفير الظروف المناسبة لعودة طوعية آمنة وكريمة، بعد سنوات من النزوح بسبب الأحداث في سوريا.

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن عدد السوريين الذين عادوا من تركيا منذ أواخر عام 2024 بلغ حوالي 580 ألف شخص. وأكد على استمرار بلاده في دعم هذه العودة، مع ربطها بتحسين الوضع الأمني في سوريا، بينما أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية حنين السيد إلى عودة 380 ألف لاجئ سوري من لبنان منذ يوليو/تموز الماضي.

تسارع وتيرة عودة اللاجئين السوريين

يشير هذا الارتفاع في أعداد العائدين إلى تحسن نسبي في الأوضاع داخل سوريا، بالإضافة إلى تزايد الضغوط على الدول المستضيفة، خاصةً لبنان. وتواجه لبنان أزمة اقتصادية حادة، مما يجعل استضافة عدد كبير من اللاجئين عبئًا إضافيًا على مواردها المحدودة. بالإضافة إلى ذلك، تعززت الجهود الدبلوماسية من قبل الحكومة السورية والدول المعنية لتشجيع العودة الطوعية.

وفي سياق متصل، أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة برنامجًا لدعم العودة الطوعية المنظمة من لبنان، يهدف إلى ضمان عودة آمنة وكريمة للراغبين في العودة إلى سوريا. وتهدف الخطة إلى توفير المساعدة اللازمة، بما في ذلك الدعم المالي والإداري، للمتضررين.

تركيا ولبنان: محطات رئيسية للنزوح السوري

لطالما كانت تركيا ولبنان من بين أهم الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين منذ بدء الأزمة في عام 2011. واستضافت تركيا حتى وقت قريب أكثر من 3.7 مليون لاجئ سوري، قبل أن تشهد أعدادهم انخفاضًا تدريجيًا، بينما استضاف لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى لاجئين من جنسيات أخرى. ويمثل هذا الرقم تحديًا كبيرًا للبنان نظرًا لصغر حجمه وتنوعه السكاني.

وتشير البيانات إلى أن غالبية اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع، مما يزيد من صعوبة أوضاعهم الإنسانية. ومع ذلك، فقد اتسمت عملية العودة الأخيرة بتنظيم أكبر، مما يبعث على الأمل في أن تكون العودة مستدامة.

تحديات مستمرة وضرورة الدعم الدولي

على الرغم من التطورات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق عملية العودة الكاملة. فالتدمير الذي خلفته الحرب في سوريا، وشح الموارد، وتواجد الجماعات المسلحة في بعض المناطق، كلها عوامل تثير قلق اللاجئين.

ودعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تقديم الدعم لإعادة إعمار سوريا، وتوفير الخدمات الأساسية للعودة، وتهيئة الظروف المناسبة لإعادة اندماج اللاجئين في مجتمعاتهم. ويعتبر الدعم الدولي ضروريًا لضمان عودة مستدامة وطوعية.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن أكثر من 7 ملايين شخص لا يزالون نازحين داخليًا في سوريا، وأن أكثر من 4.5 مليون سوري يعيشون كلاجئين في دول أخرى. تبقى قضية هؤلاء اللاجئين والنازحين من القضايا الإنسانية الأكثر إلحاحًا في المنطقة.

من المتوقع أن تستمر وتيرة عودة اللاجئين السوريين في الأشهر القادمة، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأمنية والسياسية في سوريا، ومستوى الدعم الدولي المقدم. كما سيراقب المراقبون عن كثب تنفيذ خطط العودة الطوعية وقياس مدى فعاليتها في توفير الحماية والكرامة للعودة. من الضروري أيضًا متابعة تأثير هذه العودة على الدول المستضيفة، وخاصة لبنان، وتحديد الاحتياجات الإضافية للمساعدة في تخفيف الأعباء عن كاهلها.

اللاجئين، النزوح السوري، العودة الطوعية، سوريا، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي كلمات مفتاحية ذات صلة بالموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى