Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

خطبة الجمعة: التطاول على الناس باليد أو اللسان: سبب من أسباب دخول النار

شهدت خطبة الجمعة الأخيرة تأكيدًا على أهمية كف الأذى عن الآخرين، خاصةً في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وما يصاحب ذلك من تنمر وإساءات لفظية. وأكدت الخطبة، التي أعدتها لجنة إعداد الخطبة النموذجية بوزارة الشؤون الإسلامية، أن الإسلام يحث على حماية الناس من كل أنواع الأذى، سواء بالقول أو بالفعل أو حتى بالتفكير السلبي.

أهمية كف الأذى في الشريعة الإسلامية

تعتبر الأخلاق الإسلامية ركيزة أساسية في بناء مجتمع قوي ومتماسك، ومن أبرز هذه الأخلاق هو كف الأذى عن المسلمين وغير المسلمين. فالدين الإسلامي يدعو إلى التسامح والعفو والاحترام المتبادل بين جميع أفراد المجتمع، ويحذر من كل ما يؤدي إلى إيذاء الآخرين أو إثارة الفتن.

ووفقًا للخطبة، فإن هذا المبدأ ليس مجرد فضيلة أخلاقية، بل هو واجب شرعي على كل مسلم. وقد بينت النصوص الشرعية عظم جزاء من كف أذاه عن الناس، وخطر من تعرض لأذى الآخرين.

انتشار الإيذاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أشارت الخطبة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من فوائدها، أصبحت أرضًا خصبة للإيذاء والتنمر، حيث يجد البعض متعة في السخرية من الآخرين، أو الطعن في أعراضهم، أو نشر الشائعات والأكاذيب. وهذه الأفعال، بحسب الخطبة، تعتبر من كبائر الذنوب التي تهدد أمن المجتمع وتفكك أواصره.

وحذرت الخطبة من مغبة الاستهانة بهذه الأفعال، مؤكدة أنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات. فالإيذاء باللسان – سواء عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية – يؤثر بشكل كبير على النفس البشرية، وقد يدفع البعض إلى الانتحار أو الجنون.

نصوص شرعية تحذر من الإيذاء

استشهدت الخطبة بالعديد من النصوص الشرعية التي تحذر من الإيذاء، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. كما ذكرت الخطبة الآية الكريمة: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا”. وتنبه الخطبة إلى أن هذه النصوص تشمل كل أنواع الإيذاء، سواء كان ماديًا أو معنويًا، مباشرًا أو غير مباشر.

بالإضافة إلى ذلك، أHighlighted the importance of refraining from backbiting and slander, emphasizing that speaking ill of others in their absence is a form of harm prohibited in Islam. The sermon cautioned against the temptation to spread rumors or gossip, as this can destroy reputations and cause immense pain.

احتِمال الأذى كجزء من الأخلاق الإسلامية

لم تقتصر الخطبة على كف الأذى فحسب، بل تناولت أيضًا أهمية احتِمال الأذى من الآخرين، وقبول الاعتذار والعفو عن المسيء. وقد أوضحت الخطبة أن احتِمال الأذى هو أعلى مرتبة من مجرد تجنب الإيذاء، وأنه من علامات الصالحين والمتقين.

واستدلّت الخطبة بحديث نبوي شريف يؤكد أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم هو أعظم أجرًا من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. كما أشارت إلى أن العفو والصفح يجلبان الطمأنينة والسلام الداخليين، ويقويان العلاقات الاجتماعية.

وتشير الدراسات الاجتماعية (وهي من الكلمات الثانوية) إلى أن المجتمعات التي تسودها ثقافة التسامح والعفو هي مجتمعات أكثر سعادة واستقرارًا، مقارنة بالمجتمعات التي تعتمد على الانتقام والمعاملة بالمثل. هذا يؤكد على أهمية تطبيق هذه المفاهيم الأخلاقية في حياتنا اليومية.

وأضافت الخطبة أن من مظاهر احتِمال الأذى هو تجنب التتبع لأخطاء الآخرين، وعدم التعليق السلبي على عيوبهم، بل السعي إلى تغطيتها ومسحها. فالستر على المسلمين من الفضائل العظيمة التي حث عليها الإسلام.

في الختام، دعت الخطبة المسلمين إلى التخلق بأخلاق الإسلام، والاجتهاد في كف الأذى عن الآخرين، واحتِمال أذاهم إذا وقع. كما حثت على نشر هذه القيم في المجتمع، وتعزيز ثقافة التسامح والعفو والمحبة والسلام.

من المتوقع أن تستمر وزارة الشؤون الإسلامية في التركيز على تعزيز القيم الأخلاقية في خطب الجمعة، وفي البرامج التوعوية التي تقدمها للمجتمع. من المرجح أن يتم إعداد المزيد من الخطب والمحاضرات التي تتناول هذا الموضوع، بهدف توعية المسلمين بأهمية كف الأذى وتأثيره على استقرار المجتمع وتقدمه. سيستمر التحدي في معالجة الإيذاء عبر الإنترنت، وسيتطلب ذلك تعاونًا بين الأفراد والمؤسسات الحكومية وشركات التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى