خطر التصعيد بين إسرائيل ولبنان كبير
نفذ الجيش الإسرائيلي، أمس، أكثر من 100 غارة على لبنان، في إطار تصعيد عسكري تفاقم في الأيام الماضية، حيث استهدف منصات صواريخ تابعة لـ«حزب الله». كما أعلنت تل أبيب إغلاق مجالها الجوي، وجميع المنشآت الخاصة بالطيران من مدينة الخضيرة إلى الشمال، أمام جميع أنواع الطائرات، لمدة 24 ساعة. فيما حذر البيت الأبيض من أن خطر التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان «كبير».
وأكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أن «خطر التصعيد في الشرق الأوسط حقيقي وكبير وهناك لحظات يكون التصعيد فيها أكثر حدة من غيرها».
واعتبر أن «الطريقة التي قدم بها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال».
وقال سوليفان: «سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الهدوء بين لبنان وإسرائيل»، وأردف: «لم نصل بعد إلى مرحلة حرب أوسع نطاقاً بين إسرائيل ولبنان وآمل ألا يحدث ذلك».
وردّ سوليفان على سؤال حول الضربة الإسرائيلية على مسؤول بـ«حزب الله»، قائلاً: إنها «نتيجة جيدة أن يتم تقديم الناس للعدالة».
ضربات جوية
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن ضربات جوية جديدة ضد مواقع لـ«حزب الله» في لبنان، أمس، بعد يوم من الغارة التي استهدفت قادة للحزب قرب العاصمة بيروت.
وجاء في بيان أن «الجيش الإسرائيلي قصف مواقع تابعة لحزب الله في لبنان»، مضيفاً أن 16 مقاتلاً على الأقل من «حزب الله» قتلوا في غارة، الجمعة، في الضاحية الجنوبية لبيروت. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من 100 هدف في جنوب لبنان منها منصات صواريخ تابعة لـ«حزب الله».
ونجح في تدمير الآلاف من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية»، وقالت إن مقاتلات إسرائيلية شنت عشرات الغارات مستهدفة مناطق من أعالي البقاع الغربي وصولاً إلى مناطق في مجرى الليطاني ومنطقة العيشية والنبطية وصولاً إلى ميس الجبل ومحيطها ومناطق أخرى من جنوب لبنان.
وذكر شهود عيان أن الغارات الإسرائيلية أمس، هي الأعنف التي يشهدها جنوب لبنان منذ بدء المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في أكتوبر الماضي. وسُمع دوي الانفجارات لمناطق بعيدة في الجنوب.
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً في بيان لسلطة الطيران المدني أنه: «نظراً للأوضاع الأمنية المتوترة، تقرر إغلاق الأجواء من خط الخضيرة شمالاً، بما في ذلك المناطق المفتوحة أمام رحلات الهواة، وذلك اعتباراً من صباح السبت، ولمدة 24 ساعة».
وقالت إن الإجراء يهدف إلى ضمان سلامة التحليق ومنع انقطاع التشويش على الطلعات الجوية الطارئة، موضحة أن هناك استثناءات مثل خدمات الطوارئ والشرطة والإطفاء وبعض الرحلات التجارية التي سيسمح لها بالتحليق، وفقاً للاستثناءات والموافقات المسبقة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، أن 31 شخصاً على الأقل قُتلوا في الضربة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، لأول من أمس، بينهم 3 أطفال و7 نساء، في أعنف ضربة خلال هذا الصراع الممتد منذ عام بين «حزب الله» وإسرائيل.
حرائق
وفي مقابل الغارات المكثفة على جنوب لبنان والبقاع الغربي، أطلق «حزب الله» عشرات صواريخ الكاتيوشا على مواقع عسكرية في الجليل والجولان المحتل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد 65 قذيفة أطلقت من لبنان، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق 90 صاروخاً من لبنان.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقت من لبنان تسببت في إصابة مبنيين في شمال صفد وفي مستوطنة راموت نفتالي، بالإضافة لاندلاع حرائق في عدة مناطق بالجليل.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم الدفع بـ10 فرق إطفاء لإخماد حرائق اندلعت في أحراش بيريا في صفد بسبب صواريخ «حزب الله».
جلسة أممية
وكان مجلس الأمن الدولي، قد عقد ليل اول من أمس جلسة بشأن التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، والتي شهدت انتقادات لإسرائيل، في أعقاب تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسكي و«البيجر» في لبنان، فيما دعت الأمم المتحدة إلى محاسبة منفذي هذه الهجمات.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، خلال الجلسة، إن «القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام أجهزة مفخخة في شكل أشياء محمولة تبدو غير ضارة ولكنها مصممة لحمل مواد متفجرة»، مشدداً على «ضرورة محاسبة من أمروا بهذه الهجمات ونفذوها».
وأعرب فولكر تورك عن الأسف «إزاء اتساع وتأثير الهجمات التي وقعت يومي 17 و18 سبتمبر في لبنان على المدنيين، عندما انفجرت أجهزة نداء (البيجر) وأجهزة اتصالات لاسلكية، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية».
ونبه إلى أن «الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلحة، دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة وموقعها ومحيطها وقت الهجوم، ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني في حدود قابليته للتطبيق».
كما قالت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام: «إن الخطر الذي يهدد الأمن والاستقرار، ليس فقط في لبنان، بل وأيضاً في المنطقة، لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً أو خطورة».
اقرأ أيضاً: