Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

خطر صامت في مياه الشرب.. دراسة تكشف تأثيرًا خطيرًا لمواد PFAS على صحة الأطفال منذ الولادة

حذّر باحثون من مخاطر صحية متزايدة على الأطفال حديثي الولادة، مرتبطة بتعرض الأمهات أثناء الحمل لـ PFAS (المواد البيرفلورو ألكيلية والمتعددة الفلورو ألكيلية) في مياه الشرب. هذه المركبات الكيميائية، المعروفة بـ “المواد الكيميائية الأبدية” بسبب قدرتها على البقاء في البيئة والجسم البشري لفترات طويلة، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الحمل والولادة، وفقًا لدراسة حديثة. يشكل التلوث بـ PFAS تحديًا صحيًا عامًا متناميًا في العديد من المناطق.

تأثير PFAS على صحة الأطفال والمواليد

أظهرت الدراسة، التي أجريت في ولاية نيوهامبشاير الأمريكية، وجود صلة قوية بين شرب النساء الحوامل لمياه آبار ملوثة بـ PFAS وزيادة خطر حدوث مشاكل صحية لأطفالهن. تشمل هذه المشاكل انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وارتفاع معدلات وفيات الرضع خلال السنة الأولى من حياتهم. تؤكد النتائج على أهمية مراقبة جودة المياه وحماية صحة الأم والطفل.

مشاكل صحية تبدأ من الرحم

وفقًا للباحثين، يمكن أن يؤثر التعرض لـ PFAS على نمو الجنين حتى بتركيزات منخفضة جدًا. أظهرت التحليلات أن النساء اللواتي شربن مياهًا ملوثة بـ PFAS كنّ أكثر عرضة بنسبة 43% لإنجاب أطفال يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة. كما زادت احتمالات الولادة المبكرة بنسبة 20%، بينما ارتفعت وفيات الرضع خلال العام الأول من الحياة بنسبة مذهلة قدرها 191%.

ما هي PFAS ولماذا تثير القلق؟

PFAS هي مجموعة من أكثر من 9000 مادة كيميائية صناعية تستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية والصناعية منذ الخمسينيات. تتضمن هذه المنتجات مواد مقاومة للماء والزيت، وأدوات الطهي غير اللاصقة، ورغوة مكافحة الحرائق، ومستحضرات التجميل. تتميز هذه المواد بصلابتها الكيميائية، مما يجعلها مقاومة للتحلل في البيئة وتتراكم في جسم الإنسان بمرور الوقت.

تثير PFAS مخاوف صحية كبيرة بسبب ارتباطها المحتمل بمجموعة متنوعة من الآثار الضارة، بما في ذلك اضطرابات الغدد الصماء، ومشاكل في الجهاز المناعي، وأنواع معينة من السرطان. تعتبر هذه المواد بمثابة ملوثات مستدامة، مما يعني أنها تبقى في البيئة لفترة طويلة وتستمر في تعريض السكان للخطر. تلوث المياه هو أحد الطرق الرئيسية التي يتعرض بها الناس لـ PFAS.

تفاصيل الدراسة ومنهجيتها

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 11,500 ولادة في ولاية نيوهامبشاير بين عامي 2010 و 2019. قام الباحثون بتقييم العلاقة بين مستويات PFAS في مياه الشرب ونتائج الولادة المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى المحتملة. أظهرت النتائج وجود علاقة جرعات-استجابة، مما يعني أن ارتفاع مستويات التعرض لـ PFAS يرتبط بزيادة خطر حدوث آثار صحية سلبية.

أظهرت الدراسة أن PFAS انتقلت من التربة الملوثة إلى المياه الجوفية، ثم إلى شبكات مياه الشرب على مدى سنوات. هذا الانتشار التدريجي يجعل من الصعب تحديد مصادر التلوث والحد من التعرض لهذه المواد الكيميائية. تعتبر هذه القضية ذات أهمية خاصة للمجتمعات التي تعتمد على مصادر المياه المحلية.

طرق الوقاية والحد من التلوث بـ PFAS

هناك عدة طرق لتقليل مستويات PFAS في مياه الشرب. تشمل هذه الطرق استخدام فلاتر الكربون النشط في المنازل أو على مستوى محطات معالجة المياه. من المهم استبدال هذه الفلاتر بانتظام لضمان فعاليتها. بالإضافة إلى ذلك، يجب تشديد الرقابة على مصادر المياه الجوفية ومواقع التلوث الصناعي لمنع المزيد من الانتشار.

تتضمن الحلول الأخرى تطوير تقنيات جديدة لإزالة PFAS من المياه الملوثة، وتنظيف المواقع الملوثة، وتقليل استخدام PFAS في المنتجات الصناعية والاستهلاكية. تعتبر هذه الجهود ضرورية لحماية صحة السكان والبيئة. تلوث المياه بالمواد الكيميائية يشكل تحديًا بيئيًا متزايدًا.

تتجه الجهود حاليًا نحو تحديد معايير وطنية لمستويات PFAS المسموح بها في مياه الشرب، وهو ما قد يستغرق عدة أشهر. كما تعمل الوكالات الحكومية على تقييم مدى انتشار PFAS في البيئة وتحديد المواقع الأكثر تضررًا. من المتوقع أن يتم نشر تقارير إضافية حول هذه القضية في المستقبل القريب، مما سيساعد في توجيه جهود الحماية والتنظيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى