كشفت دراسة علمية دولية حديثة عن سبب خطير وراء صعوبة التوقف عن تناول الأطعمة فائقة المعالجة مثل الوجبات السريعة ورقائق البطاطس والحلويات المصنعة، مؤكدة أنها لا تضر بالصحة فقط، بل تُحدث تغييرات فعلية في بنية الدماغ تجعلنا ندمنها.
وبحسب الدراسة، فإن الاستهلاك المستمر لهذه الأطعمة يؤدي إلى تعطيل مناطق الدماغ المسؤولة عن الجوع والمكافأة، مما يخلق حلقة مفرغة من الإفراط في الأكل يصعب كسرها.
البحث، الذي أُجري على أكثر من 33 ألف مشارك من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني على مدى ثماني سنوات، أظهر أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة ظهرت لديهم تغيرات واضحة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الشعور بالشبع والتحكم في الرغبات الغذائية.
وقال البروفيسور أرسين كانياميبوا، خبير علوم الدماغ في جامعة هلسنكي والمشارك في الدراسة، إن “المكونات الصناعية والإضافات مثل المستحلبات تُحدث تغييرات عصبية تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام حتى دون الإحساس بالجوع”.
كما أوضحت النتائج أن هذه الأطعمة تسبب التهابات في منطقة “الوطاء” المسؤولة عن تنظيم الجوع، مما يُعطل آلية الشبع الطبيعية، في حين تعمل على تحفيز دوائر المكافأة في الدماغ بشكل مفرط، فيشعر الشخص برغبة مستمرة في تناولها رغم امتلاء معدته.
وأظهرت الفحوصات العصبية أيضًا علامات مبكرة على انكماش في مناطق الدماغ المرتبطة بالتحفيز وضبط النفس، ما يضعف القدرة على مقاومة الرغبة في تناول الطعام ويؤدي إلى سلوكيات غذائية قهرية.
وتدعم هذه النتائج أبحاثًا سابقة أكدت أن تناول 100 غرام إضافية فقط من الأطعمة المصنعة يوميًا — أي ما يعادل علبتين من رقائق البطاطس — يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 5.9% ويرفع احتمال ارتفاع ضغط الدم بنحو 14.5%.
خلاصة الدراسة: الأطعمة فائقة المعالجة لا تُشبع الجوع فقط، بل تُعيد برمجة الدماغ ليطلب المزيد… مرارًا وتكرارًا.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
