Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

دراسة سويدية تثير الجدل: الجبن والقشدة كاملة الدسم قد يرتبطان بانخفاض خطر الخرف

أظهرت دراسة علمية حديثة ارتباطًا محتملًا بين استهلاك الجبن والقشدة كاملة الدسم وتحسين صحة الدماغ، حيث تشير النتائج إلى أن الإفراط في تناول هذه الأطعمة قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف. الدراسة التي أجريت في السويد تابعت آلاف الأشخاص على مدى عقود، وركزت على أنماط استهلاكهم لمنتجات الألبان. وعلى الرغم من أن هذه النتائج لا تثبت علاقة سببية، إلا أنها تثير تساؤلات حول المفاهيم السائدة حول الدهون وتأثيرها على الوظائف الإدراكية.

حلل باحثون من جامعة لوند في السويد بيانات تتعلق بعادات الأكل والصحة لدى أكثر من 27,670 شخصًا، بهدف تحديد أي علاقة بين استهلاك الألبان وتطور أمراض الخرف. ركزت الدراسة بشكل خاص على استهلاك الجبن والقشدة كاملة الدسم، بالإضافة إلى منتجات أخرى مثل الحليب والزبادي والزبدة.

تناول الجبن وعلاقته بصحة الدماغ

وفقًا للدراسة، فإنَّ المستهلكين الذين تناولوا كميات أكبر من الجبن كامل الدسم، أي حوالي 50 جرامًا أو أكثر يوميًا، أظهروا انخفاضًا بنسبة 10% في خطر الإصابة بالخرف مقارنةً بأولئك الذين تناولوا أقل من 15 جرامًا يوميًا. استمر هذا التأثير حتى بعد أخذ عوامل مثل العمر والجنس والتعليم ونمط الحياة في الاعتبار، حيث أظهرت النتائج انخفاضًا في خطر الإصابة بنسبة 13%.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد الباحثون أن تناول الجبن كامل الدسم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف الوعائي بنسبة 29%. أظهرت الدراسة أيضًا انخفاضًا في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بين الأشخاص الذين لا يحملون جين APOE e4، وهو جين مرتبط بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض تحديدًا.

أهمية الدهون في الجبن

تؤكد الدراسة على أن الجبن كامل الدسم، الذي يحتوي على أكثر من 20% من الدهون، والقشدة كاملة الدسم، التي تتراوح نسبة الدهون فيها بين 30 و 40% (بما في ذلك كريمة الخفق والقشدة المزدوجة والمتخثرة)، قد تكون مفتاح هذه العلاقة المحتملة. يجادل الباحثون أن هذه الدهون قد تلعب دورًا في حماية الدماغ، على عكس الاعتقاد السائد بأن الأنظمة الغذائية عالية الدسم تضر بالصحة.

ومع ذلك، يجب التأكيد على أنه لا توجد حتى الآن أي أدلة قاطعة على أن الجبن هو السبب المباشر في هذا التأثير الوقائي. قد يكون هناك عوامل أخرى مرتبطة بتناول الجبن، مثل نمط الحياة العام أو العادات الغذائية الأخرى، تساهم في هذه النتائج.

لم تُظهر الدراسة ارتباطًا كبيرًا بين استهلاك منتجات الألبان الأخرى، مثل الحليب والزبادي، وخطر الإصابة بالخرف. يشير هذا إلى أن تأثير منتجات الألبان على صحة الدماغ قد لا يكون متساويًا، وأن بعض الأنواع قد تكون أكثر فائدة من غيرها.

تستند نتائج البحث إلى تتبع المشاركين لمدة 25 عامًا، مع جمع بيانات حول أنماطهم الغذائية من خلال استبيانات وتسجيلات ذاتية، بالإضافة إلى مناقشات مع الباحثين حول طرق إعداد الطعام. هذه الطريقة الشاملة في جمع البيانات تعزز من مصداقية النتائج.

تحديات البحث المستقبلية

أكدت الدكتورة إميلي سونستيدت، الباحثة الرئيسية في الدراسة، على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الارتباطات وتحديد الآليات البيولوجية التي قد تفسرها. كما أشارت إلى أهمية تحديد ما إذا كانت أنواع معينة من الجبن أو القشدة كاملة الدسم تقدم حماية أفضل للدماغ من غيرها.

أحد التحديات الرئيسية في هذا المجال هو صعوبة إنشاء تجارب عشوائية مضبوطة لدراسة تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ على المدى الطويل. بدلاً من ذلك، يعتمد الباحثون على الدراسات الرصدية، مثل هذه الدراسة السويدية، والتي قد لا تكون قادرة على إثبات علاقة سببية بشكل قاطع.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تأثير العوامل الوراثية، مثل جين APOE e4، عاملاً هامًا يجب مراعاته عند دراسة العلاقة بين النظام الغذائي والخرف. تشير النتائج إلى أن فوائد تناول الجبن كامل الدسم قد تختلف اعتمادًا على التركيب الجيني للفرد.

من المتوقع أن تواصل فرق البحث في جامعة لوند استكشاف هذه العلاقة المعقدة بين منتجات الألبان وصحة الدماغ. ستركز الدراسات المستقبلية على تحديد المكونات النشطة في الجبن والقشدة التي قد تكون مسؤولة عن التأثيرات الوقائية المحتملة، وكذلك على تقييم هذه التأثيرات في مجموعات سكانية مختلفة. من المرجح أن يتم نشر تحديثات حول هذه الأبحاث في غضون العامين القادمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى