Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

دراسة طبية حديثة.. النظام الغذائي المتوسطي وسر النجاة بعد السرطان

أظهرت دراسة حديثة أجريت في إيطاليا أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي قد يحسن بشكل كبير فرص بقاء المرضى الذين تعافوا من السرطان على قيد الحياة. ووجد الباحثون أن الالتزام بهذا النمط الغذائي الصحي، الغني بالفواكه والخضروات وزيت الزيتون، يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بشكل عام، وكذلك الوفاة الناتجة عن السرطان تحديدًا وأمراض القلب. الدراسة تؤكد على أهمية أسلوب الحياة الصحي في مرحلة التعافي من المرض.

النظام الغذائي المتوسطي وفرص البقاء على قيد الحياة بعد السرطان

نُشرت نتائج الدراسة التي أجريت على 779 مريضًا إيطاليًا سابقًا بالسرطان، وقدمت أدلة قوية على أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة الناجين من السرطان على المدى الطويل. استمرت المتابعة مع المشاركين لمدة 14 عامًا في المتوسط، مما سمح للباحثين بتحليل العلاقة بين العادات الغذائية ومعدلات الوفيات المختلفة. وبحسب ما ورد، فإن الفوائد الإيجابية تتجاوز مجرد الوقاية من أمراض القلب.

تقييم الصحة العامة

استخدم الباحثون مؤشر “الحياة البسيطة 7” (LS7) الذي طورته جمعية القلب الأمريكية لتقييم صحة المشاركين بشكل عام. يقيّم هذا المؤشر سبعة عوامل رئيسية: التدخين، النشاط البدني، النظام الغذائي، مؤشر كتلة الجسم، ضغط الدم، مستويات الكوليسترول، ومستويات السكر في الدم. الدراسة لم تركز فقط على النظام الغذائي، بل على الصحة القلبية الوعائية ككل.

وبحسب الدراسة، فإن تحسين الصحة القلبية الوعائية بشكل عام، كما يقاس بمؤشر LS7، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة فرص البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالسرطان. فالمشاركون الذين أظهروا صحة قلبية وعائية “مثالية” كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 38% لأي سبب مقارنة بأولئك الذين يعانون من صحة “ضعيفة”.

عند مقارنة النظام الغذائي العام بمؤشر الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي تحديدًا، ظهرت النتائج بشكل أوضح، حيث كان الأشخاص الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا مشابهًا للنظام المتوسطي أقل عرضة للوفاة بنسبة تتراوح بين 15% و20%. هذا يشير إلى أن التركيز على المكونات الأساسية للنظام الغذائي المتوسطي قد يكون له فوائد إضافية.

تتوافق هذه النتائج مع البحوث السابقة التي ربطت النظام الغذائي المتوسطي بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني. الوقاية من الأمراض المزمنة هي جانب أساسي من جوانب تحسين الصحة العامة، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا في دعم تعافي مرضى السرطان.

العلاقة بين الالتهاب والصحة

بالإضافة إلى ذلك، حلل الباحثون علامات بيولوجية في الدم، بما في ذلك تلك المتعلقة بالالتهابات ومعدل ضربات القلب ومستويات فيتامين (د). ووجدوا أن هذه العوامل تفسر أكثر من نصف العلاقة بين نمط الحياة الصحي وانخفاض معدل الوفيات. هذا يشير إلى أن الآليات البيولوجية التي يمارسها النظام الغذائي الصحي قد تكون حاسمة في تحسين النتائج الصحية لمرضى السرطان.

ويعتقد الخبراء أن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية يشتركان في العديد من العوامل المساهمة، مثل الالتهاب المزمن والإجهاد التأكسدي. ويهدف التعافي من السرطان إلى تقليل هذه العوامل وتحسين الصحة العامة للمرضى.

تشير النتائج إلى أن التغييرات في نمط الحياة، لا سيما فيما يتعلق بالنظام الغذائي، يمكن أن تكون بمثابة تدخل علاجي مهم للناجين من السرطان. هذا له آثار كبيرة على توصيات الرعاية الصحية، حيث يمكن للأطباء التركيز على دعم المرضى في تبني عادات غذائية صحية كجزء من خطط الرعاية الشاملة.

أيضًا، وجدت الدراسة أن كل زيادة بمقدار نقطة واحدة في درجة LS7 ارتبطت بانخفاض بنسبة 10% في معدل الوفيات الناجمة عن السرطان. وهذا يسلط الضوء على أهمية اتباع نهج شمولي لتعديل نمط الحياة، مع التركيز على جميع العوامل التي تساهم في الصحة القلبية الوعائية.

من المتوقع أن يتم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد المكونات المحددة للنظام الغذائي المتوسطي التي تقدم أكبر فائدة لمرضى السرطان. كما سيتم استكشاف الآليات البيولوجية التي تربط بين النظام الغذائي والصحة بشكل أعمق. وقد تساعد هذه البحوث في تطوير تدخلات غذائية أكثر استهدافًا لمساعدة الناجين من السرطان على تحسين فرصهم في البقاء على قيد الحياة والتمتع بجودة حياة أفضل. وستركز الأبحاث المستقبلية على تكرار هذه النتائج في مجموعات سكانية متنوعة، والتحقيق في تأثير التدخلات الغذائية المخصصة.

الرعاية الصحية الشاملة بعد تشخيص السرطان، تتجاوز العلاج المباشر للورم، لتشمل الدعم الغذائي والنفسي والجسدي للمرضى لمساعدتهم على التعافي على المدى الطويل.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى