كشفت دراسة دولية حديثة، عُرضت خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، عن دور فعّال لممارسة التمارين الرياضية المنتظمة في تقليل خطر الوفاة والانتكاس لدى مرضى سرطان القولون، ما يضع الرياضة في موقع متقدم كجزء مكمل للعلاج الطبي.
وشملت الدراسة 889 مريضاً من ست دول، بينها المملكة المتحدة، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى خضعت لبرنامج تمارين بدنية منتظم بإشراف مختصين، بينما تلقت الثانية إرشادات عامة حول نمط الحياة الصحي فقط. وامتد البرنامج الرياضي على مدار ثلاث سنوات، وتضمن جلسات أسبوعية خلال الستة أشهر الأولى، ثم جلسات شهرية حضورية أو عن بُعد، تراوحت بين المشي السريع وتمارين رفع الأثقال وغيرها من الأنشطة البدنية وفق قدرات كل مريض.
وأظهرت النتائج أن نسبة الشفاء بعد خمس سنوات بلغت 80% لدى المرضى الذين مارسوا التمارين، مقارنة بـ74% في المجموعة الأخرى، فيما سجلت معدلات البقاء على قيد الحياة بعد ثماني سنوات ارتفاعاً إلى 90% في المجموعة النشطة بدنياً، مقابل 83% في المجموعة المقارنة.
البروفيسورة فيكي كويل، الباحثة الرئيسية في المملكة المتحدة، أكدت أن “التمارين الرياضية لم تعد مجرد وسيلة لتحسين اللياقة، بل باتت تملك تأثيراً مباشراً على فرص النجاة من المرض”، داعية إلى دمج النشاط البدني ضمن البروتوكولات العلاجية الرسمية لمرضى السرطان.
ومن بين التجارب الملهمة، شاركت مارغريت توبريدي، 69 عاماً من شمال بلفاست، تجربتها مع التمارين قائلة: “قبل إصابتي، لم أكن أمارس أي نوع من الرياضة. أما اليوم، وبعد خمس سنوات، أرفع الأثقال، أمشي يومياً، وأشارك بصفوف لياقة مرتين أسبوعياً. لقد تحسن شعوري الجسدي والنفسي بشكل كبير”.
ورغم النتائج الواعدة، شدد الباحثون على أهمية استشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج رياضي، نظراً لاختلاف الظروف الصحية لكل مريض على حدة.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
