أظهرت دراسة علمية حديثة، وصفت بأنها من أضخم الدراسات في مجال الطب التكاملي، فعالية القنب الطبي (الماريغوانا) في علاج السرطان وتخفيف أعراضه، في خطوة قد تعيد رسم ملامح التعامل الطبي والتشريعي مع هذا النبات المثير للجدل.
الدراسة، التي أجراها فريق مشترك من معهد “هول هيلث” للأورام ومؤسسة “تشوبرا”، استعرضت أكثر من 10 آلاف دراسة علمية محكمة تناولت العلاقة بين القنب والنتائج الصحية، مع التركيز على دوره في إدارة أعراض السرطان وتأثيره المحتمل كمركب مضاد للخلايا السرطانية.
واعتمد الباحثون على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل نحو 39 ألف نقطة بيانات، باستخدام أدوات متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية، لتصنيف وتحليل المشاعر والاتجاهات المرتبطة باستخدام القنب الطبي.
أكثر من مجرد تسكين
كشفت النتائج أن فوائد القنب الطبي لا تقتصر على تخفيف أعراض السرطان التقليدية مثل الألم، الغثيان، وفقدان الشهية، بل تشمل أيضاً إمكانياته الواعدة كمركب ذي خصائص مضادة للسرطان، بفضل مكوناته النشطة مثل الـTHC والـCBD، اللذين يتفاعلان مع نظام الإندوكانابينويد في الجسم، وهو نظام حيوي يؤثر في العديد من الوظائف مثل النوم والمزاج والألم.
وأظهرت الدراسة أن الدعم العلمي لاستخدام القنب الطبي يفوق الآراء السلبية أو المترددة بمعدل يزيد على 30 ضعفاً، ما يعكس تحوّلاً نوعياً في الموقف الطبي العالمي تجاه القنب.
دعوة لإعادة التقييم
في ضوء النتائج، دعا الباحثون إلى ضرورة إعادة تقييم مكانة القنب الطبي في السياسات الصحية والمجتمع الطبي، مؤكدين أن هذه النتائج قد تفتح المجال أمام أبحاث أكثر دقة، وتساهم في تعديل الممارسات السريرية، بل وحتى السياسات القانونية المتعلقة باستخدام القنب كخيار علاجي مشروع.
وتُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو الاعتراف بالقنب الطبي كعلاج محتمل ذي أساس علمي، لا مجرد بديل تقليدي أو مثير للجدل، خاصة في ضوء الدعم المتزايد من مجتمعات طبية وأكاديمية كبرى حول العالم.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
