دعوات لإضراب في متحف اللوفر احتجاجا على تدهور أوضاعه

دعا موظفو متحف اللوفر في باريس إلى إضراب مفتوح يبدأ يوم الاثنين 15 ديسمبر/كانون الأول، احتجاجًا على تدهور ظروف العمل ونقص الموارد. يأتي هذا الإجراء بعد سلسلة من المشكلات التي واجهها المتحف، بما في ذلك سرقة مجوهرات باهظة الثمن وأضرار مادية في المبنى، مما أثار مخاوف بشأن قدرة متحف اللوفر على الحفاظ على معاييره التشغيلية وتقديم تجربة زيارة مرضية.
ويواجه المتحف، الذي يعتبر من أبرز المعالم الثقافية في العالم، صعوبات متزايدة منذ حادثة السرقة التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. بالإضافة إلى ذلك، اضطر المتحف لإغلاق قاعة عرض في نوفمبر/تشرين الثاني بسبب تدهور المبنى، وشهد تسربًا للمياه ألحق أضرارًا بمئات الكتب في مكتبة الآثار المصرية، مما يعكس حالة البنية التحتية المتدهورة.
“تجربة شاقة” في متحف اللوفر
وتشير النقابات إلى أن الأعمال الفنية أصبحت متاحة بشكل محدود للزوار، وأن زيارة متحف اللوفر أصبحت “تجربة شاقة”. وتؤكد النقابات أن نقص عدد الموظفين والأعطال التقنية وتهالك المبنى يؤدي إلى إغلاق قاعات العرض بشكل متكرر، مما يقلل من إمكانية الاستمتاع بالمعروضات.
وفقًا للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل، لم يتم أخذ التحذيرات الداخلية المتعلقة بهذه المشكلات على محمل الجد. وتتهم النقابات إدارة المتحف بتقديم صورة غير دقيقة للوضع الحقيقي للبرلمان ووسائل الإعلام.
تأثيرات مالية وإدارية
لمواجهة تكاليف الترميم المتزايدة، تنوي إدارة متحف اللوفر رفع أسعار تذاكر الدخول بنسبة 45% للزائرين من خارج أوروبا اعتبارًا من عام 2026. يهدف هذا الإجراء إلى توفير تمويل إضافي لأعمال الصيانة والتجديد الضرورية.
وتشير التقارير إلى أن هذا القرار قد يؤثر على عدد الزوار، خاصةً من خارج القارة الأوروبية، مما قد يؤدي إلى انخفاض في الإيرادات على المدى الطويل.
الوضع الحالي والآفاق المستقبلية
استقبل متحف اللوفر حوالي 8.7 مليون زائر في عام 2024، حيث شكل الأجانب 69% من إجمالي عدد الزوار. ويعتبر المتحف من بين أكثر المتاحف زيارة في العالم، ويساهم بشكل كبير في السياحة والثقافة في فرنسا.
تطالب النقابات بإجراء مفاوضات مباشرة مع وزارة الثقافة الفرنسية لمعالجة التدهور غير المسبوق في الأوضاع الاجتماعية الداخلية والحصول على إجابات واضحة بشأن مستقبل متحف اللوفر. من المتوقع أن تستمر المفاوضات في الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول مستدامة لضمان استمرارية عمل المتحف والحفاظ على تراثه الثقافي.
يبقى من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الإدارة ستوافق على مطالب النقابات، أو ما إذا كان الإضراب سيؤدي إلى مزيد من التعطيل في عمل المتحف. سيراقب المراقبون عن كثب تطورات الوضع، خاصةً مع اقتراب موعد الإضراب المخطط له في منتصف ديسمبر.





