دواء تجريبي جديد يتفوق على أشهر حقن التخسيس ويحقق فقداناً قياسياً للوزن خلال عام

أظهرت نتائج تجربة سريرية حديثة تفوقًا ملحوظًا لدواء تجريبي جديد في إنقاص الوزن، متجاوزًا الأدوية الحالية مثل أوزمبيك وويغوفي. الدواء، الذي تطوره شركة إيلي ليلي، أظهر فعالية عالية في خفض الوزن وتحسين أعراض مرتبطة بالسمنة، مثل آلام الركبة، خلال فترة تجربة استمرت 15 شهرًا. هذه النتائج قد تمثل تطورًا هامًا في علاج السمنة، وهي مشكلة صحية متزايدة في المنطقة العربية والعالم.
أعلنت شركة إيلي ليلي عن هذه النتائج الإيجابية في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، والتي شملت أكثر من 400 مشارك يعانون من السمنة ومشاكل في مفاصل الركبة. تم تقسيم المشاركين عشوائيًا لتلقي جرعات مختلفة من الدواء (9 ملغ أو 12 ملغ) مرتين أسبوعيًا، أو علاجًا وهميًا للمقارنة. التجربة أجريت في مراكز بحثية متعددة، ولم يتم الكشف عن مواقعها بالتحديد.
دواء جديد لإنقاص الوزن: آلية العمل والنتائج
يتميز دواء “ريتاتروتيد” بآلية عمل فريدة من نوعها مقارنة بالأدوية المتاحة حاليًا لعلاج السمنة. فهو يستهدف ثلاثة هرمونات رئيسية تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي: هرمون GLP-1، وهرمون GIP، بالإضافة إلى هرمون الغلوكاغون. الأدوية الحالية عادةً ما تركز على هرمون GLP-1 فقط، مما يجعل ريتاتروتيد خيارًا علاجيًا أكثر شمولية.
فعالية الدواء في خفض الوزن
أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا الجرعة الأعلى من الدواء (12 ملغ) فقدوا في المتوسط حوالي 29% من وزن أجسامهم خلال 15 شهرًا. هذا المعدل يعتبر أعلى من المتوسط الذي تحققه العديد من العلاجات الدوائية المستخدمة حاليًا في علاج السمنة. بالإضافة إلى ذلك، تمكن حوالي 25% من هؤلاء المشاركين من خسارة أكثر من ثلث وزنهم.
تحسين أعراض التهاب الركبة
بالإضافة إلى فقدان الوزن، لاحظ الباحثون تحسنًا ملحوظًا في حالة آلام الركبة لدى المشاركين الذين تلقوا الجرعة الأعلى من الدواء. انخفضت شدة الألم بنسبة تقدر بـ 60% مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي، وذلك وفقًا لتقييم معياري للألم. هذا يشير إلى أن الدواء قد يكون له فوائد صحية تتجاوز مجرد فقدان الوزن.
ومع ذلك، لم يتم نشر النتائج الكاملة للتجربة السريرية بعد في مجلة علمية محكمة، مما يعني أن التفاصيل الكاملة والتحليلات الإحصائية الدقيقة لا تزال قيد المراجعة. من المتوقع أن توفر النشرة العلمية المزيد من المعلومات حول سلامة وفعالية الدواء على المدى الطويل.
الآثار الجانبية والتحديات المستقبلية
كما هو الحال مع معظم الأدوية المستخدمة في علاج السمنة، ارتبط استخدام ريتاتروتيد ببعض الآثار الجانبية. تضمنت هذه الآثار الغثيان والإسهال والإمساك والقيء، وهي أعراض مشابهة لتلك التي تظهر مع أدوية أخرى من نفس الفئة. لحسن الحظ، أفادت الشركة بأن حدة هذه الآثار الجانبية تميل إلى التراجع مع مرور الوقت.
أفادت إيلي ليلي بأن حوالي 12% من المشاركين في الدراسة اضطروا إلى التوقف عن العلاج بسبب الآثار الجانبية، مقارنة بـ 5% في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. هذا يشير إلى أن الآثار الجانبية قد تكون أكثر شيوعًا مع ريتاتروتيد، ولكنها ليست بالضرورة شديدة بما يكفي لإجبار معظم المرضى على التوقف عن العلاج. تعتبر إدارة السمنة تحديًا معقدًا يتطلب نهجًا متعدد الجوانب، بما في ذلك تغييرات في نمط الحياة.
فيما يتعلق بالتكلفة، أكدت إيلي ليلي أنها لن تحدد سعر الدواء حتى تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). تعتزم الشركة تقديم طلب للحصول على هذه الموافقة بعد استكمال سبع دراسات إضافية على مرضى السمنة والسكري، ومن المتوقع أن تنتهي هذه الدراسات خلال العام المقبل. تعتبر تكلفة الأدوية الجديدة لعلاج السمنة، مثل ويغوفي وأوزمبيك، مرتفعة نسبيًا، مما يثير تساؤلات حول مدى توفر ريتاتروتيد للمرضى.
من الجدير بالذكر أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتطوير علاجات جديدة للسمنة، وذلك نظرًا لانتشارها المتزايد وتأثيرها السلبي على الصحة العامة. تعتبر السمنة عامل خطر رئيسي للعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان. تطوير أدوية فعالة وآمنة لإنقاص الوزن يمكن أن يساعد في تقليل هذه المخاطر الصحية. تعتبر التغذية الصحية وممارسة الرياضة من العوامل الأساسية في علاج السمنة.
الخطوة التالية المتوقعة هي مراجعة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للبيانات المقدمة من إيلي ليلي، ومن ثم اتخاذ قرار بشأن الموافقة على الدواء. من المتوقع أن يستغرق هذا الإجراء عدة أشهر. يجب مراقبة التطورات المتعلقة بهذا الدواء عن كثب، بالإضافة إلى نتائج الدراسات الإضافية التي تجريها الشركة، لتقييم إمكاناته الحقيقية في علاج السمنة.





