في اكتشاف طبي لافت، أظهرت دراسة حديثة أن دواء “أمبروكسول” — المعروف والمستخدم منذ عقود كعلاج للسعال — قد يحمل فائدة غير متوقعة، تتمثل في إبطاء تطور الخرف لدى المصابين بمرض باركنسون.
ويُعد مرض باركنسون اضطراباً عصبياً تدريجياً يؤثر على الحركة، وترتبط مراحله المتقدمة بارتفاع خطر الإصابة بالخرف، حيث تشير تقديرات جمعية ألزهايمر إلى أن نحو ثلث المرضى يصابون بالخرف مع تقدم المرض.
الدراسة التي أجراها معهد لوسون للأبحاث الصحية شملت 55 مريضًا تجاوزوا سن الخمسين، جميعهم يعانون من مرض باركنسون منذ أكثر من عام، وظهرت عليهم أعراض خرف تتراوح بين خفيفة إلى متوسطة. وقد قُسّم المشاركون إلى مجموعات تناولت جرعات مختلفة من “أمبروكسول” يوميًا، أو دواء وهميًا، وخضعت قدراتهم العقلية وتحاليلهم البيوكيميائية للمتابعة الدقيقة.
أبرز النتائج:
استقرار الحالة لدى مستخدمي “أمبروكسول”، مقارنة بتدهور ملحوظ في مجموعة الدواء الوهمي.
تحسن في الأداء العقلي خاصة لدى من يحملون طفرات جينية مرتبطة بالخرف.
ثبات مستويات مؤشر GFAP الحيوي، المرتبط بتلف الدماغ.
ويُعتقد أن تأثير “أمبروكسول” يعود إلى تحفيزه إنزيم GCase، الذي يعزز تنظيف الخلايا العصبية من النفايات والبروتينات السامة، خاصة بروتين ألفا-ساينوكلين، الذي يرتبط بتلف خلايا الدماغ في مرضى باركنسون.
وقال الدكتور ستيفن باسترناك، الباحث الرئيسي في الدراسة: “بينما تركز معظم العلاجات الحالية على التخفيف من الأعراض، يقدم أمبروكسول إمكانية حماية حقيقية للدماغ وإبطاء مسار المرض، لاسيما لدى أصحاب المخاطر الوراثية.”
ويجري حاليًا اختبار أوسع للدواء على 330 مريضًا في المملكة المتحدة لقياس فعاليته وتأثيره طويل المدى، وسط آمال كبيرة بأن يشكل هذا الدواء الشائع نقطة تحول في علاج أحد أكثر أشكال الخرف المرتبطة بباركنسون.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
