فاز ديوان المحاسبة بدولة الكويت في انتخابات المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي) خلال الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة المنعقدة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. يمثل هذا الفوز اعترافاً بمكانة الكويت المتميزة في مجال الرقابة المالية وجهودها المستمرة في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي. وقد جاء الإعلان عن الفوز في ختام أعمال الجمعية العامة التي ركزت على تطوير الأداء الرقابي في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.
أهمية فوز ديوان المحاسبة في منظمة الأرابوساي
أعرب الدكتور سعود الزمانان، الوكيل المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية والقانونية والرقابة المسبقة بالإنابة في ديوان المحاسبة الكويتي، عن فخره بثقة زملائه من دواوين المحاسبة العربية. وأكد أن هذا الفوز يعكس إيماناً راسخاً بمكانة الديوان المرموقة في مجالات الرقابة والتدقيق والمهنية، بالإضافة إلى مساهماته الإيجابية في المحافل الإقليمية والدولية. يعتبر هذا الفوز بمثابة دعم للجهود الكويتية في تعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة.
تعزيز التعاون الإقليمي
أشار الدكتور الزمانان إلى أن فوز ديوان المحاسبة يعكس أيضاً الجهود الكبيرة التي يبذلها من خلال مشاركاته الفاعلة في لجان المنظمة، ودوره البارز في تعزيز التعاون البناء بين الأجهزة الرقابية العربية. يهدف هذا التعاون إلى تبادل الخبرات والمعرفة، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة في مجال الرقابة الحكومية.
انطلقت أعمال الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأرابوساي بمشاركة واسعة من رؤساء وأعضاء دواوين المحاسبة العربية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية المتخصصة. وقد تركزت المناقشات على سبل دعم التعاون والعمل المشترك بين الأجهزة الأعضاء، وتعزيز كفاءة أدائها في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور حسام العنقري، رئيس ديوان المحاسبة السعودي، على أهمية مواكبة التطورات والمتغيرات في جميع المجالات من خلال تطوير التقنيات اللازمة لتعزيز دور الأجهزة الرقابية. وأضاف أن الاجتماع يجسد روح التعاون والتكامل، ويعكس الحرص على تأسيس عمل مشترك يساهم في تطوير المنظمة وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
وشدد الدكتور العنقري على أن المملكة العربية السعودية، من خلال رؤيتها الطموحة 2030، قد اتخذت خطوات رائدة نحو تحقيق أعلى مستويات الشفافية والحوكمة الرشيدة في جميع القطاعات. وأعرب عن استعداد ديوان المحاسبة السعودي لتبادل الخبرات والمعرفة مع الأجهزة الرقابية العربية، إيماناً بأهمية تضافر الجهود الإقليمية لتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها، أوضحت فضيلة القرقوري، وكيل الرئيس الأول لمحكمة المحاسبات بتونس ونائب الأمين العام للأرابوساي، أن المنظمة عملت في السنوات الماضية على تعزيز آليات التعاون وتبادل الخبرات بين الأجهزة الأعضاء. وأضافت أن الاجتماع يمثل محطة هامة لتعميق هذا التعاون، والارتقاء بدور الأجهزة العليا للرقابة العربية في خدمة مجتمعاتها.
وأكدت القرقوري على أهمية الانفتاح على المنظمات النظيرة، بما في ذلك المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة (إنتوساي)، بهدف تعزيز الشراكات وتبادل أفضل الممارسات في مجال التدقيق المالي. وأعربت عن تطلع الأمانة العامة للأرابوساي إلى أن تسهم مخرجات الدورة في رفع مستوى الأجهزة الرقابية ودعم جهود الإصلاح المالي والإداري.
في كلمته، أشاد المستشار محمد الفيصل، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بمصر ورئيس إنتوساي، بالدور الذي تلعبه الأرابوساي كأحد أعمدة الرقابة الإقليمية. وأكد أن المنظمة تمكنت، بفضل عملها المؤسسي، من الحفاظ على برامجها وشراكاتها على الرغم من التحديات العالمية المتسارعة.
من المتوقع أن يبدأ ديوان المحاسبة الكويتي في تنفيذ خططه وبرامجه ضمن المجلس التنفيذي للأرابوساي خلال الأشهر القادمة. وستركز هذه الخطط على تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الرقابة المالية، وتطوير القدرات الرقابية للأجهزة الأعضاء، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة. يبقى من المبكر تحديد التأثير الكامل لفوز الكويت على مسار عمل الأرابوساي، ولكن من المؤكد أنه سيمثل إضافة نوعية للجهود الرامية إلى تعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة في العالم العربي.
