رؤية 2030 وتمكين الكفاءات الوطنية بالمهارات المستقبلية.. مبادرة «MicroX» تواصل صنع الفارق

تمضي المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد معرفي ومجتمع تنافسي، مرتكزة في جوهرها على تنمية رأس المال البشري باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والتحول الوطني الشامل، وذلك ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي وضعت الإنسان السعودي في قلب أولوياتها، بوصفه المورد الأثمن والمحرك الرئيس لمسيرة التطوير.
وفي هذا السياق، أُطلِقَ برنامج تنمية القدرات البشرية ليكون أحد أهم البرامج المحورية للرؤية، بهدف إعداد مواطن سعودي يمتلك المهارات والمعارف والقيم التي تمكّنه من المنافسة عالمياً، والاستجابة لمتطلبات سوق العمل المتجددة، بما يعزز مكانة المملكة على خريطة الاقتصاد العالمي.
وقد شمل البرنامج مبادرات إستراتيجية نوعية، من أبرزها مبادرة البرامج الجامعية القصيرة «MicroX» التي تقدّم بشكل رقمي، من خلال المنصة الوطنية للتعليم الإلكتروني FutureX، لتكون إحدى الأدوات الفاعلة في تمكين المواطنين بالمهارات المستقبلية، من خلال فرص تعليمية مرنة وقصيرة المدى ترتبط مباشرة بالمسارات المهنية.
ومنذ انطلاقها، حققت المبادرة منجزات ملموسة، إذ بلغ عدد المستفيدين أكثر من 7000 متدرب ومتدربة، كما أُتيح ما يزيد على 65 برنامجاً جامعياً قصيراً، إلى جانب اعتماد 11 تخصصاً علمياً تسهم في تلبية حاجات القطاعات المختلفة. ولم تتوقف المبادرة عند ذلك، بل عززت حضورها من خلال عقد شراكات إستراتيجية مع أكثر من 200 جهة محلية وعالمية، الأمر الذي أتاح فرصاً واسعة لتبادل الخبرات، وضمان جودة المخرجات التعليمية، بما يواكب طموحات التنمية الوطنية.
وتغطي البرامج المطروحة طيفاً واسعاً من المجالات المرتبطة بالتحولات العالمية وسوق العمل الحديث، إذ شملت تخصصات في التقنية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والحوسبة السحابية، وأخرى في الصحة العامة مثل التثقيف الصحي والأخلاقيات الصحية والسياسات الصحية، إضافة إلى تخصصات في الإدارة والاقتصاد كإدارة المخاطر المالية والنقل الذكي واللوجستيات الذكية، فضلاً عن مجالات الثقافة والإبداع بما يعزز الهوية الوطنية ويرسخ مكانة المملكة على المستوى الحضاري.
ويأتي هذا التنوع ليؤكد شمولية المبادرة ومرونتها في مواكبة مختلف القطاعات، كما يسهم في رفع جاهزية الشباب لدخول سوق العمل بمهارات متقدمة، ويمنحهم فرصاً أكبر للتوظيف أو إطلاق مشاريع ريادية مبتكرة، بما يترجم تطلعات القيادة الرشيدة إلى واقع ملموس. وتستهدف المبادرة خلال المرحلة القادمة التوسع في تقديم 350 برنامجاً جامعياً قصيراً، في خطوة تعكس التزام المملكة المستمر ببناء جيل مؤهل وقادر على التكيف مع متغيرات المستقبل. وبهذا، تواصل مبادرة «MicroX» إسهامها في رسم ملامح التحول الوطني، وتعزيز المواءمة بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل، وكذلك ترسيخ دور السعودية كداعم رئيسي للتعليم الإلكتروني والتدريب النوعي، ورافد أساسي لبناء مجتمع تنافسي واقتصاد قائم على المعرفة.
أخبار ذات صلة