Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

رئيس الكونغو الديمقراطية يتهم رواندا بانتهاك اتفاق واشنطن

اتهم رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، رواندا بانتهاك اتفاق السلام الأخير الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، مما يهدد جهود إنهاء سنوات من الصراع في شرق البلاد الغني بالمعادن. يأتي هذا الاتهام بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاق في واشنطن، ويُثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي و **السلام في الكونغو**.

أدلى تشيسيكيدي بهذه التصريحات في خطاب أمام المشرعين في كنشاسا، مؤكداً أن تصرفات رواندا تقوض الجهود المبذولة لوقف القتال المستمر في شرق البلاد. ولم يصدر رد فوري من الحكومة الرواندية، لكن وزارة الخارجية الأمريكية دعت رواندا إلى تجنب أي تصعيد للوضع.

تصاعد التوترات وتأثيرها على اتفاق السلام

وقد أعاقت الاشتباكات العنيفة تنفيذ الاتفاقات التي رعتها الولايات المتحدة وقطر بين الكونغو ورواندا وحركة التمرد “إم 23” خلال الأشهر الماضية. وتشير التقارير إلى أن هذه الاشتباكات تعيق بشكل كبير أي تقدم نحو حل دائم للأزمة.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، تقدمت قوات حركة “إم 23” في منطقة قريبة من الحدود مع بوروندي، واستولت على قرية لوفونغي، وفقًا لإفادات من السكان المحليين. في الوقت نفسه، تواصل رواندا نفي أي دعم تقدمه للحركة، وهو ما يثير شكوكًا حول دورها الحقيقي في الصراع.

ذكر مسؤولون أن بعض جنود الجيش الكونغولي انسحبوا من البلدة ولجأوا إلى بلدة سانغي المجاورة. لاحقًا، تعرضت سانغي لقصف أو هجمات بالقنابل اليدوية، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 36 شخصًا، وفقًا لمسؤول محلي ومصادر أخرى. لم يتضح بعد الطرف المسؤول عن هذه الهجمات.

الوضع الإنساني المتدهور

تسبب القتال المتصاعد في تدهور الوضع الإنساني في المنطقة، حيث يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمأوى. كما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، مما يزيد من الضغط على الموارد المحدودة.

وتشير تقارير إلى أن حركة “إم 23” تواصل ترسيخ سلطتها في شرق الكونغو من خلال إدارة موازية وبرامج تعبئة مدنية. في بلدة روتشورو، شارك مئات المدنيين في دورات “إعادة تثقيف” تحت إشراف قادة الحركة، مما يعزز من سيطرتها على المنطقة.

دور الولايات المتحدة والضغوط الدولية

أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء العنف المستمر في شرق الكونغو، ودعت رواندا إلى وقف دعمها لحركة “إم 23”. كما أكد مسؤول رفيع في إدارة ترامب أنهم يراقبون الوضع عن كثب، وأن التنفيذ الفعلي للاتفاق هو ما سيحدد نجاحه.

وقد أكدت رواندا والكونغو التزامهما باتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة في يونيو/حزيران، ووقعت اتفاقات جديدة في واشنطن في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2025، برعاية الرئيس دونالد ترامب. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن هذه الاتفاقات قد لا تكون كافية لتحقيق **السلام الدائم** في المنطقة.

وتشير بعض التحليلات إلى أن الصراع في شرق الكونغو مرتبط بالسيطرة على الموارد الطبيعية، وخاصة المعادن الثمينة مثل الكولتان. وتتهم جهات مختلفة رواندا بدعم حركة “إم 23” بهدف الاستيلاء على هذه الموارد، وهو ما تنفيه رواندا بشدة. وتعتبر قضية **الموارد الطبيعية** من العوامل الرئيسية التي تعقد جهود السلام.

في الوقت الحالي، يراقب المجتمع الدولي الوضع في شرق الكونغو عن كثب، ويتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات إضافية للضغط على رواندا للامتثال للاتفاق. من المتوقع أيضًا أن تستأنف الأمم المتحدة جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي للأزمة. يبقى مستقبل **الاستقرار الإقليمي** غير مؤكد، ويتوقف على قدرة الأطراف المعنية على الوفاء بالتزاماتها والعمل على تحقيق السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى