رئيس بنين يعلن إحباط محاولة انقلاب ومنظمة “إيكواس” تتدخل

أفادت الأنباء يوم الأحد، 12 أغسطس 2025، عن إحباط محاولة **انقلاب** في جمهورية بنين، وذلك بعد اشتباكات بين عناصر من الجيش والقوات الموالية للحكومة. وقد تعهد الرئيس باتريس تالون بمعاقبة المتورطين، بينما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عن نشر قوات لدعم الاستقرار. وتأتي هذه الأحداث قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل القادم.
بدأت الأحداث بإطلاق نار في عدة أحياء من كوتونو، العاصمة البنينية، وظهر جنود على التلفزيون الرسمي، أعلنوا عن عزل الرئيس تالون. لكن الحكومة سارعت إلى نفي هذه الادعاءات، مؤكدة السيطرة على الوضع بمساعدة القوات المسلحة الموالية. وقد أعلنت السلطات عن اعتقال 14 شخصًا فيما يتعلق بالمحاولة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
محاولة الانقلاب في بنين وتدخل إيكواس
تأتي هذه المحاولة في سياق عدم الاستقرار السياسي المتزايد في منطقة غرب أفريقيا، حيث شهدت دول مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة. وهذا يثير مخاوف بشأن تراجع الديمقراطية في المنطقة وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي، كما يضع ضغوطًا إضافية على المنظمات الإقليمية مثل إيكواس.
وقد استجابت إيكواس بسرعة للأحداث في بنين، وأمرت بنشر قوات من دول أعضاء، بما في ذلك نيجيريا وسيراليون وكوت ديفوار وغانا. وتهدف هذه القوات إلى دعم الحكومة البنينية والحفاظ على النظام الدستوري وأمن البلاد. وقد أكد متحدث باسم القوات الجوية النيجيرية قيام القوات الجوية النيجيرية بعمليات في بنين بالتنسيق مع السلطات المحلية، لدعم جهود احتواء محاولة **الانقلاب**.
الخلفية السياسية والانتخابات القادمة
تتركز الأسباب المحتملة وراء هذه المحاولة – وفقًا لمحللين سياسيين – في التوترات السياسية المتصاعدة في بنين، واستياء بعض العناصر في الجيش من سياسات الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون توقيت المحاولة مرتبطًا بالانتخابات الرئاسية القادمة، والتي من المتوقع أن تكون حاسمة في تحديد مستقبل بنين السياسي. وكانت هناك دعوات لمعارضة الرئيس تالون، الذي يتولى السلطة منذ عام 2016.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مدى تأثير التدخل العسكري لإيكواس في تحقيق الاستقرار في بنين، وهل ستنجح في منع المزيد من المحاولات لزعزعة النظام. كما أن هناك مخاوف بشأن احتمال حدوث تصعيد في العنف، وتأثير ذلك على المدنيين. يراقب المراقبون الدوليون الوضع في بنين عن كثب، ويخشون من أن تتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.
صرح مصدر في الرئاسة النيجيرية أن الضربات الجوية النيجيرية كانت تهدف إلى تعطيل القدرات اللوجستية للمتمردين ودعم القوات البنينية في استعادة السيطرة على المواقع الاستراتيجية. وأضاف المصدر أن نيجيريا لا تتسامح مطلقًا مع أي محاولة لتقويض الحكم الدستوري في منطقة غرب أفريقيا. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة رسالة قوية إلى أي جهة تفكر في القيام بمحاولات مماثلة في دول أخرى.
تعكس ردة فعل إيكواس القوية حرصها على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع انتشار الانقلابات العسكرية. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن التدخل العسكري قد لا يكون الحل الأمثل، وأن الحوار السياسي والتفاوض بين الأطراف المتنازعة قد يكونا أكثر فعالية في حل الأزمة. وقد دعا بعض النشطاء المجتمع المدني إلى الضغط على الحكومة البنينية لإجراء تحقيق شفاف في ملابسات محاولة **الانقلاب**، ومحاسبة المسؤولين عنها.
من المتوقع أن تشهد بنين في الأيام القادمة إجراءات أمنية مشددة، واستمرار عمليات الاعتقال، في صفوف المتورطين في محاولة **الانقلاب**. وتعتمد الحكومة البنينية بشكل كبير على دعم إيكواس والدول الأعضاء، لبسط سيطرتها على البلاد، وضمان سير الانتخابات الرئاسية القادمة في هدوء وأمان. ومع ذلك، لا يزال الوضع غير مستقر، وهناك احتمال لتجدد العنف، أو ظهور مجموعات مسلحة جديدة. ويبقى المستقبل السياسي لبنين غامضًا، ويتطلب مراقبة دقيقة وتقييمًا مستمرًا للأوضاع على الأرض.
تعتبر هذه الأحداث بمثابة تذكير بالتحديات التي تواجهها الديمقراطية في غرب أفريقيا، والحاجة إلى تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعتبر الاستقرار السياسي في بنين أمرًا حيويًا، ليس فقط لشعب بنين، ولكن أيضًا للاستقرار الإقليمي والأمن في غرب أفريقيا. يبقى الوضع قيد المتابعة، مع التركيز على استجابة الحكومة والمجتمع الدولي، والتطورات التي ستشهدها البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية.




