رئيس وزراء الصومال: إسرائيل تسعى لموطئ قدم بالقرن الأفريقي

أعرب رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري عن رفض قاطع للاعتراف الإسرائيلي بإقليم أرض الصومال، واصفًا إياه بأنه انتهاك صارخ لسيادة الصومال ووحدة أراضيه. يأتي هذا الرفض في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اعتراف بلاده بأرض الصومال، وهو ما أثار موجة غضب واستنكار في الصومال والمنطقة. وتعتبر هذه الخطوة الإسرائيلية بمثابة تصعيد جديد في التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وأكد بري في تصريحات للصحافة أن هذا الاعتراف ليس له أي أساس قانوني، وأن الصومال دولة مستقلة ذات سيادة معترف بها دوليًا. وأضاف أن الحكومة الصومالية ترفض بشكل قاطع أي تدخل في شؤونها الداخلية، وأنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن وحدة أراضيها وسيادتها.
أبعاد الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال: تداعيات على الأمن الإقليمي
يرى مراقبون أن الاعتراف الإسرائيلي يهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في منطقة استراتيجية حساسة، خاصةً في ظل التوترات المتزايدة في البحر الأحمر. وتشكل منطقة القرن الأفريقي بؤرة اهتمام للقوى الإقليمية والدولية، نظرًا لأهميتها الجيوسياسية والاقتصادية. وتعتبر السيطرة على الممرات المائية في هذه المنطقة، مثل مضيق باب المندب، أمرًا بالغ الأهمية لتأمين حركة التجارة العالمية.
التداعيات المحتملة على الاستقرار الإقليمي
قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تفاقم الصراعات القائمة في المنطقة، وزيادة حدة التوترات بين الصومال وإسرائيل. كما أنه قد يشجع حركات انفصالية أخرى في المنطقة على السعي للاعتراف الدولي، مما يهدد وحدة واستقرار الدول الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إلى تدخلات خارجية في الشؤون الصومالية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء بري أن الصومال سيبذل قصارى جهده لمنع أي تداعيات سلبية على الأمن الإقليمي. وأشار إلى أن الحكومة الصومالية تعمل بشكل وثيق مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة.
التحركات الدبلوماسية الصومالية
أفادت مصادر دبلوماسية بأن الحكومة الصومالية قد بدأت بالفعل في إجراء مشاورات مكثفة مع عدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، لشرح موقفها وطلب الدعم. وتسعى الصومال إلى حشد الدعم الدولي لإدانة الاعتراف الإسرائيلي، والضغط على إسرائيل للتراجع عنه. كما تخطط الحكومة الصومالية لرفع هذه القضية إلى الأمم المتحدة، والمطالبة باتخاذ إجراءات مناسبة.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أعرب بري عن تقديره لرفض واشنطن الاعتراف بإقليم أرض الصومال، مؤكدًا على أهمية استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
يذكر أن إقليم أرض الصومال أعلن استقلاله عن الصومال في عام 1991، ولكنه لم يحصل على اعتراف دولي واسع النطاق حتى الآن. وتعتبره الصومال جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وترفض أي محاولات لتقويض وحدتها وسيادتها.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات في هذا الملف، حيث من المحتمل أن تقوم إسرائيل بتنفيذ خطوات عملية لتعزيز علاقاتها مع أرض الصومال. في المقابل، من المتوقع أن تواصل الصومال جهودها الدبلوماسية والقانونية لإدانة هذا الاعتراف، والدفاع عن وحدة أراضيها. وسيكون من المهم مراقبة ردود فعل القوى الإقليمية والدولية، وتأثيرها على الوضع في الصومال والقرن الأفريقي.





