Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

رسائل كردية لسوريا والعراق في منتدى الشرق الأوسط للأمن والسلام

دهوك – اختتم منتدى الشرق الأوسط للأمن والسلام، المعروف اختصارًا بـ “ميبس 2025” (MEPS 2025) في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، فعالياته هذا الأسبوع، مسلطًا الضوء على التحديات الأمنية والسياسية المعقدة التي تواجه المنطقة. وشهد المنتدى مشاركة واسعة من قادة سياسيين وأكاديميين ودبلوماسيين من العراق، وإقليم كردستان، وشمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى ممثلين من دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية، حيث تركزت المناقشات حول سبل تحقيق الاستقرار والسلام في ظل الصراعات المستمرة.

ركز المنتدى بشكل خاص على الوضع في سوريا، بما في ذلك دور الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى قضايا الأمن والاستقرار في العراق وعلاقتها بإقليم كردستان، مع التأكيد على ضرورة الحوار والتوافق لحل النزاعات القائمة. ويهدف المنتدى إلى تعزيز التفاهم المتبادل وبناء الثقة بين الأطراف المختلفة في المنطقة.

التحديات الأمنية والسياسية في سوريا

في جلسة خاصة، ناقش المنتدى التحديات التي تواجهها سوريا، مع التركيز على دور المكونات المحلية في عملية السلام. وأشارت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة للعلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلى أن الأزمة السورية تعود جذورها إلى عقلية حكم سلطوية، مما أدى إلى تهميش العديد من المكونات، بما في ذلك الشعب الكردي، وتكريس التمييز ضد المرأة.

وأضافت أحمد أن أي عملية سياسية ناجحة في سوريا يجب أن تستند إلى دستور جديد يضمن الحقوق والحريات للجميع، ويؤسس لإدارة تشاركية تضمن عدم هيمنة أي طرف على السلطة. وشددت على أهمية الإصلاح الثقافي والتعليم والإعلام في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، وتمكين المرأة سياسياً لضمان مشاركتها الفعالة في عملية السلام.

من جانبه، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أن سوريا تجاوزت مرحلة يمكن فيها الحلول العسكرية، وأن التصعيد العسكري لم يؤدِ سوى إلى المزيد من المعاناة والدمار. وأشار إلى أن اتفاق 10 آذار بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية يمثل خطوة إيجابية نحو استقرار البلاد، وفتح الحوار حول مستقبل سوريا وحقوق مكوناتها.

ودعا عبدي إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في سوريا، وتحقيق التنمية والازدهار لجميع السوريين. كما أكد على أن قوات سوريا الديمقراطية لا تشكل تهديدًا لأي دولة، وأنها ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

دور الإدارة الذاتية في تحقيق الاستقرار

أكد المتحدثون في المنتدى على الدور الحيوي الذي تلعبه الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في تحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية للسكان. وتشمل هذه الخدمات الرعاية الصحية والتعليم والأمن. وبينما تواجه الإدارة الذاتية تحديات كبيرة، بما في ذلك الضغوط السياسية والاقتصادية، إلا أنها تواصل العمل على بناء مجتمع ديمقراطي وعادل.

مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل: الأمن والاستقرار

بالإضافة إلى سوريا، ركز المنتدى بشكل كبير على مستقبل العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان. وأكد رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، على أهمية تطبيق الدستور العراقي بشكل كامل، كإطار أساسي للشراكة والتوازن بين السلطات المركزية والإقليمية. وحذر من أن إهمال حقوق المكونات المختلفة في العراق قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات وتعزيز النزاعات.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، التزام حكومته بتشكيل حكومة جديدة وفقًا للمسارات الدستورية، مع إعطاء الأولوية للتوافق والشراكة الوطنية. وأشار إلى أن الحكومة الاتحادية تسعى إلى تعزيز التعاون مع إقليم كردستان في جميع المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد.

وشدد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، على أهمية معالجة التحديات الأمنية التي تواجه العراق، بما في ذلك وجود المليشيات المسلحة غير القانونية. ودعا إلى توحيد الصفوف السياسية والأمنية وتطبيق القانون على الجميع، لضمان استقرار البلاد وحماية سيادتها.

كما شدد رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور البارزاني، على أن دعم حكومته لأي تشكيلة حكومية جديدة في بغداد يرتبط بالالتزام بحقوق الإقليم والاستحقاقات الدستورية. وأكد على أن الشراكة والتوازن والتعاون هي أساس الاستقرار والازدهار في العراق.

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول قضايا الأمن والسلام في المنطقة، وأن يُقدم المنتدى توصيات ملموسة إلى الحكومات والأطراف المعنية. كما يُنتظر أن تتركز الجهود على الدفع بعملية الحوار بين بغداد وأربيل لحل القضايا العالقة، بما في ذلك المناطق المتنازع عليها وقانون النفط والغاز. تبقى التحديات كبيرة، ولكن يبقى الأمل معقودًا على تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة وشعوبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى