Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

رسائل نتانياهو المتناقضة… «اجتياح رفح» وإرسال وفد للتفاوض

بعد أن سقطت ورقة التوت التي كانت تواري سوءات الحرب التي تشنها حكومة بنيامين نتانياهو في قطاع غزة منذ خمسة أشهر ونيف، بمقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.

ومع انحسار الدعم المطلق والتأييد اللامحدود من قبل الولايات المتحدة والغرب، لم تعد الخلافات بين نتانياهو وداعمه الأكبر والأهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن سراً، وخرجت إلى العلن حتى باتت مادة خصبة لوسائل الإعلام بشكل شبه يومي.

وفي ظل تصاعد تلك الخلافات ووصولها إلى حد التراشق اللفظي مع تزايد الضغوط الشعبية المطالبة بوقف الدعم المقدم لإسرائيل، خرج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليعلن موافقته على خطط الاجتياح البري لمدينة رفح جنوب القطاع، حيث يتكدس أكثر من مليون ونصف المليون شخص، وهي القضية التي فجرت خلافاً عميقاً بين نتانياهو وبايدن خلال الأيام القليلة الماضية.

إعلان يبدو في ظاهره تحدياً للتحذيرات الدولية العديدة، ومن بينها الأمريكية، من تداعيات اجتياح رفح دون التفكير في مصير عشرات الآلاف من المدنيين المتكسدين فيها، لكنه يحمل في باطنه الكثير من التناقضات، حيث جاء متزامناً مع إعلان تل أبيب أنها سترسل وفداً إلى قطر لمواصلة المفاوضات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح بقية الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس».

وبينما لم تعلق حركة «حماس» على مصادقة نتانياهو على خطط اجتياح رفح، كررت واشنطن موقفها بأنه «لا يمكن أن ندعم عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بطريقة لا تضمن أمن أكثر من مليون شخص هناك».

وحذر البيت الأبيض، من أن «أي عملية عسكرية في رفح دون مراعاة سلامة المدنيين ستكون كارثية وسنواصل الحديث مع إسرائيل بشأن ذلك».

ويبدو أن البيت الأبيض أراد الحفاظ على زخم المفاوضات بقوله إن تصور «حماس» الأخير «يقع بالتأكيد ضمن إطار الصفقة التي عملنا عليها خلال الأشهر الماضية… متفائلون بحذر بأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «لم نر خطة إسرائيل بشأن رفح ونود أن نطلع عليها.. نشارك عن كثب في مفاوضات الدوحة ونعتقد أنه يمكننا أن نحرز تقدماً».

في السياق، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إرسال إسرائيل فريقاً للتفاوض، بأنه يعكس إمكانية وضرورة التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل في غزة، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لإنجاز اتفاق تبادل للأسرى المحتجزين في قطاع غزة.

يأتي ذلك، بينما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن «حماس» قدمت تنازلات في محادثات وقف إطلاق النار، بعد التهديد بطردها من قطر وعدم تحقق توقعاتها بشأن الأقصى في رمضان. ونقلت الصحيفة، عن وسطاء أن تنازلات حماس بشأن تبادل الأسرى وتراجعها عن مطالبتها بوقف دائم للقتال قبل التوصل إلى اتفاق، جعلت مواقف الجانبين في المحادثات في أقرب نقطة منذ أسابيع، ويجدد هذا التحول الآمال في توقف أعمال العنف على الأقل، بعد انهيار الجولة السابقة من المناقشات.

من جهتها، سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الضوء على جانب آخر من سوءات حرب غزة، وأشارت إلى أن نتنياهو يحتفل علناً على مدار الأشهر الثلاثة الماضية بسقوط «حماس» في شمال غزة، متجاهلاً التحذيرات بأن الشح الشديد في الغذاء واتساع فراغ السلطة من الأسباب التي أدت إلى خلق حالة من الفوضى.

ورأى عيران عتصيون، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن الوضع في شمال غزة يسلط الضوء على عمق المستنقع والفوضى وعدم القدرة على إعادة أي نوع من الحياة الطبيعية، بعد انتهاء المراحل الأكثر كثافة من القتال.

وأضاف أن منع حدوث مجاعة هو مسؤولية إسرائيل من الناحية القانونية، والقيام بخلاف ذلك سيكون ضد المعايير التي تتظاهر إسرائيل بأنها تتمسك بها، ولكن أيضاً من الناحية الاستراتيجية، يجب فعل ذلك من أجل تجنب الضغوط الدولية»، وفق الصحيفة.

ووسط هذا الحديث لمسؤولين إسرائيليين عن غياب الرؤية والتخطيط و«الفشل» في شمال غزة طيلة هذه الأشهر، يشكك محللون في وجود خطط مدروسة لمغامرات نتانياهو المحفوفة بالمخاطر، سواء باجتياح رفح برياً أو القيام بمثل هذه العملية في لبنان، ما يشي بأن الأيام المقبلة ربما تحمل لمنطقة الشرق الأوسط تطورات ساخنة، وسط تحذيرات من اتساع نطاق الصراع والدخول في دوامة أوسع من العنف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى