روسيا تستعد لمواجهة عملية “شبكة عنكبوت” أوكرانية أخرى

16/8/2025–|آخر تحديث: 15:03 (توقيت مكة)
يوما بعد يوم يزداد تأثير الطائرات المسيّرة في مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، وتارة تشن أوكرانيا هجوما ساحقا بالمسيرات، وأخرى تميل الكفة لصالح المسيرات الروسية.
ويقول الصحفي العسكري ستافروس أتلاماز أوغلو إنه بعد موجة من الهجمات البارزة وعالية المستوى والمميتة، يعمل الجيش الروسي جاهدا ليحد من فعالية الطائرات المسيّرة الأوكرانية.
وقال أتلاماز أوغلو -وهو صحفي عسكري متخصص في العمليات الخاصة، وحاصل على بكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز وماجستير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة- إن أوكرانيا تحصل في الوقت نفسه على عشرات الآلاف من النظم الجوية المسيرة من شركائها الغربيين في الوقت الذي تتحول فيه الحرب في أوكرانيا على نحو متزايد إلى الوسائل التي يتم التحكم فيها عن بعد.
سلاح رئيسي
وأضاف أتلاماز أوغلو -في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية- أنه عقب الهجمات الأوكرانية الأخيرة بالطائرات المسيرة داخل عمق الأراضي الروسية، خصصت القوات الروسية موارد هائلة للتعامل مع تهديد الطائرات المسيرة الأوكرانية.
وردا على هجمات كييف -وبصفة خاصة عملية شبكة العنكبوت في شهر يونيو/حزيران، التي دمرت وألحقت الضرر بالعشرات من الطائرات القاذفة الروسية بعيدة المدى التي كانت بعيدة عن خطوط المواجهة- بدأت روسيا برنامجا يهدف إلى حماية القواعد الجوية والطائرات الرئيسية القريبة من الحدود الروسية الأوكرانية.
ويقوم الجيش الروسي بتحصين القواعد الجوية، بما في ذلك ميلروفو، وكورسك فوستوشني، وهفارديسكي، بحظائر وملاجئ شديدة الصلابة.
ووفقا لتقارير استخباراتية غربية، تتمتع حظائر الطائرات الروسية المحصنة الآن بأسطح على شكل قباب وأبواب سميكة لاحتواء الانفجارات. وبعض حظائر الطائرات مغطاة أيضا بالتراب كطبقة حماية إضافية.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية -في تحديث بشأن حرب الطائرات المسيرة في أوكرانيا- أن “تشييد هذه الملاجئ المحصنة للطائرات يُوفّر طبقة من الحماية للطائرات المنتشرة في القواعد الجوية الروسية ضد هجمات المنظومات الجوية المسيرة أحادية الاتجاه في المستقبل”.
ولكن مثل هذه التحصينات لا تعني بالضرورة أن الطائرات المسيرة لن تكون ذات فعالية ضد هذه القواعد الجوية. وللعلم، فإن قيمة الطائرة المسيرة تكون في صغر حجمها ومرونتها أكثر من قدراتها التفجيرية.
وأضاف أتلاماز أوغلو أن الطائرات المسيرة تظهر فعاليتها المميتة لأنه يمكن توجيهها بدقة عالية. ويظهر الكثير من الفيديوهات مشغلي الطائرات المسيرة الأوكرانية وهم يوجهون طائرات مسيرة صغيرة إلى دبابات روسية، وعربات الجنود المدرعة، ومراكز قيادة وتحكم، وحتى المخابئ في الخنادق. وبمجرد تواجدها بالداخل، فإن الطائرات المسيرة يمكن أن تحدث تدميرا كبيرا.
وتقوم روسيا أيضا بتجربة وسائل أخرى لوقف أسطول الطائرات المسيرة الأوكراني، الذي يتعاظم حجمه مع مرور الوقت.
100 ألف مسيّرة بريطانية
ويزود الشركاء الدوليون لكييف الجيش وأجهزة الاستخبارات الأوكرانية بعشرات الآلاف من المنظومات الجوية المسيرة من كل الأنواع والأحجام.
وعلى سبيل المثال، سلّمت المملكة المتحدة 50 ألف طائرة مسيرة فقط في الأشهر الستة الماضية.
وجاء تسليم هذه الطائرات إضافة إلى قرابة 20 ألف طائرة مسيرة تم تقديمها لأوكرانيا في نفس الإطار الزمني من جانب تحالف الطائرات المسيرة الذي تقوده المملكة المتحدة ولاتفيا.
ويعمل التحالف على نحو وثيق مع قطاع الصناعة لتسريع وتيرة مشتريات وتسليم المنظومات الجوية المسيرة للوحدات الأوكرانية على خطوط الجبهات.
وعلى وجه العموم، تعهدت حكومة المملكة المتحدة بنحو 350 مليون جنيه إسترليني (465 مليون دولار) في عام 2025 لتسليم 100 ألف منظومة جوية مسيرة لأوكرانيا.
وسوف يمثل هذا العدد زيادة بـ10 أضعاف عن الـ10آلاف طائرة مسيرة التي كانت لندن زودت بها أوكرانيا في عام 2024. وتظهر هذه الزيادة الفلكية التأكيد المتزايد للجيوش على حرب الطائرات المسيرة.
واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إنه قبل انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، كانت كيانات حكومية وغير حكومية تستخدم الطائرات المسيرة على نحو متزايد ولمجموعة أوسع نطاقا من المهام. ومنذ أن بدأت الحرب، أصبحت الطائرات المسيرة ركيزة أساسية للصراع الحديث.