روسيا تهاجم كييف وتسقط 29 مسيرة أوكرانية

شنت القوات الروسية هجوماً جوياً واسع النطاق على العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة. يأتي هذا الهجوم بعد يومين من انتهاء محادثات السلام التي جرت برعاية الولايات المتحدة في ميامي، ويُعد تصعيداً جديداً في الصراع المستمر. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوترات بشأن الهجوم على أوكرانيا وتداعياته الإقليمية والدولية.
أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجوم الروسي استهدف البنية التحتية للطاقة في البلاد، مما تسبب في انقطاع الكهرباء في عدة مقاطعات، بما في ذلك كييف والمناطق المحيطة بها. وأفاد عمدة كييف بإصابة شخصين جراء القصف، بينما تعمل فرق الدفاع الجوي على التصدي للتهديدات في سماء العاصمة. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من نمط متزايد يستهدف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
الهجوم على أوكرانيا وتصعيد الموقف
تأتي هذه الهجمات الجوية في سياق تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تتهم كل منهما الأخرى بالتصعيد. وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 29 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضيها خلال الليلة الماضية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية دمرت المسيرات فوق مقاطعات روستوف وستافرووبول وبيلغورود وكالميكيا، بالإضافة إلى كورسك وشبه جزيرة القرم.
وأضافت الوزارة الروسية أن منظومات الدفاع الجوي كانت قد اعترضت ودمرت هذه المسيرات. هذا الإعلان يأتي بعد تهديدات سابقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصف مراكز صنع القرار في كييف، وكذلك الدول الغربية التي تقدم الدعم لأوكرانيا.
الخلفية والأهداف الاستراتيجية
بدأ الصراع بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، حيث شنت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق على جارتها. تطالب روسيا بضمانات أمنية، بما في ذلك عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعتبر ذلك شرطاً لإنهاء الصراع. في المقابل، ترفض أوكرانيا هذه الشروط وتعتبرها تدخلاً في شؤونها الداخلية.
وتشير التحليلات العسكرية إلى أن الهجمات الروسية تهدف إلى إضعاف القدرات الدفاعية الأوكرانية وتقويض معنويات السكان. كما تسعى روسيا إلى السيطرة على المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، والتي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، تتهم أوكرانيا روسيا بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقد دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى محاسبة روسيا على هذه الجرائم.
الوضع الإنساني في أوكرانيا يزداد سوءاً مع استمرار القتال، حيث يعاني الملايين من الأشخاص من نقص في الغذاء والماء والدواء. كما أن هناك أزمة لاجئين كبيرة، حيث فرّ ملايين الأوكرانيين إلى دول مجاورة بحثاً عن الأمان.
وفي سياق منفصل، تتزايد الدعوات الدولية إلى حل سلمي للصراع، مع التأكيد على أهمية احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. ومع ذلك، لا تزال المفاوضات بين الطرفين متعثرة، ولا يبدو أن هناك أي انفراجة قريبة.
التحركات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك محادثات ميامي، لم تسفر عن أي نتائج ملموسة. ويعزو المراقبون ذلك إلى الخلافات العميقة بين الطرفين وعدم وجود رغبة حقيقية في التوصل إلى حلول وسط.
من المتوقع أن يستمر القتال في أوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة، مع احتمال حدوث المزيد من التصعيد. ويجب على المجتمع الدولي الاستمرار في الضغط على روسيا وأوكرانيا من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
ما يجب مراقبته في المستقبل القريب هو رد فعل أوكرانيا على هذه الهجمات، وكذلك التطورات الدبلوماسية المحتملة. كما أن الوضع الإنساني في أوكرانيا يتطلب اهتماماً مستمراً ودعماً إضافياً من المجتمع الدولي.





