زيارة ميدانية للإعلاميين للاطلاع على منجزات مركز محمد بن راشد للفضاء

بتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، نظم المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، ضمن وزارة شؤون مجلس الوزراء زيارة ميدانية للإعلاميين إلى مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، للاطلاع على ما يقدمه ويحققه من منجزات ريادية، مثل القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» MBZ -SAT، ومشروع محطة الفضاء القمرية.
دقة ووضوح
وجاءت الزيارة الميدانية بناءً على دعوة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الإعلاميين إلى زيارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وذلك أثناء كلمة سموه في جلسة رئيسية بعنوان «مسيرة الأجداد.. ومسؤولية الأجيال»، ضمن أعمال القمة العالمية الحكومية 2024 التي اختتمت في دبي أول من أمس، إذ قدم سموه خلالها الشكر والتقدير إلى مجموعة من المؤسسات الوطنية وقائديها والقائمين عليها، ومنها مركز محمد بن راشد للفضاء، الذي يضم نخبة من المهندسين والكوادر الإماراتية، التي تمثل القدوة الإيجابية وتحظى بتقدير وتثمين القيادة الرشيدة.
واطلع الإعلاميون خلال الزيارة الميدانية على مراحل بناء القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» MBZ -SAT، والذي يتم تطويره في مركز محمد بن راشد للفضاء، ليصبح القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، ويتوقع إطلاقه خلال العام الجاري.
وسيتم تزويد القمر «MBZ-Sat» بنظام مؤتمت لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدامات التجارية في العالم، وسيسهم «MBZ-Sat» في تلبية الطلب التجاري المتزايد على الأقمار الاصطناعية، التي توفر صوراً ذات دقة عالية، تتيح مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء.
وتعرف الإعلاميون خلال زيارتهم لمركز محمد بن راشد للفضاء إلى الخطوات الأولى التي بدأها فريق عمل المركز لتطوير وحدة معادلة الضغط «بوابة الإمارات» في مشروع محطة الفضاء القمرية، بعد إعلان قيادتنا الرشيدة انضمام دولة الإمارات للمشروع.
عملية التصنيع
وقال المهندس سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء في تصريحات صحافية لوسائل الإعلام: إنه تم البدء في مرحلة التخطيط لوحدة معادلة الضغط في مشروع المحطة القمرية «بوابة الإمارات»، ويجري العمل حالياً على بناء شراكات مع مختلف الوكالات تمهيداً لبدء عملية التصنيع في العام 2025.
وأشار إلى أن اختيار دولة الإمارات ضمن الدول التي سوف تقوم بتطوير المحطة القمرية، جاء نتيجة ثقة الشركاء العالميين بإمكانيات الدولة وكوادرها البشرية، والتي بنيت على أسس متينة طيلة السنوات الماضية، بفضل دعم ورؤية القيادة الرشيدة لبرنامج الفضاء الإماراتي، لافتاً إلى أن محطة الفضاء القمرية سيجري استخدامها كمنصة للهبوط على سطح القمر والمريخ في المهمات المستقبلية في خطوة تمهد لعودة البشر مرة أخرى إلى القمر.
3 أشهر
وأضاف أن دولة الإمارات سوف تقوم بإرسال أول رائد فضاء للقمر لفترة قد تصل إلى 3 أشهر سيتم خلالها العمل على المشاريع وتحليل البيانات التي تخص سطح القمر.
بدوره، أوضح المهندس عامر الصايغ الغافري، مساعد المدير العام للهندسة الفضائية، أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يتماشى مع مشروع المحطة القمرية، وتطوير الدولة لوحدة معادلة الضغط، مشيراً إلى أن المركز يضم حالياً 4 رواد مؤهلين ومدربين وجاهزين لأي مهمة، وقد يتم اختيار دفعات جديدة من برنامج الرواد خلال السنوات المقبلة وتدريبهم وتزويدهم بالمهارات والمعرفة التي تتطلبها المهمات في المستقبل.
وتتولى دولة الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة، وتستمر في تشغيلها لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد. وتمثل هذه الوحدة بوابة للمحطة، حيث ستكون نقطة دخول وخروج للبعثات ورواد الفضاء الذين يسافرون إلى سطح القمر من محطة الفضاء القمرية، ومن المتوقع إطلاق أول أجزاء المحطة في عام 2025، في حين من المتوقع إطلاق «بوابة الإمارات» في عام 2030.
دراسات وبيانات
وتعرف الإعلاميون خلال زيارتهم من فريق عمل المركز إلى كيفية التحكم في الأقمار الاصطناعية التي يديرها المركز، وتوفير خدمات الصور وتحليلها ودراستها وتقديم البيانات ذات الصلة للمجتمعات العلمية ومراكز البحث حول العالم، مثل القمرين الاصطناعيين «دبي سات 1» و«دبي سات 2» اللذين تم إطلاقهما في 2009 و2013 على التوالي، ويدوران حالياً حول الأرض ويلتقطان صوراً طبقاً للتعليمات الموجهة من المحطة الأرضية ضمن المركز، إضافة إلى القمر «نايف 1»، والذي يعتبر أول قمر اصطناعي نانومتري إماراتي، فضلاً عن القمر «خليفة سات» الذي تم إطلاقه في عام 2018، ويعد أول قمر اصطناعي عربي صنع بأيدٍ محلية 100 %، وتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء.
واطلع الإعلاميون خلال الزيارة على أبرز إنجازات «مسبار الأمل»، الذي أسهم حتى الآن في تحقيق اكتشافات علمية جديدة ومتفردة منها الكشف عن أشكال جديدة للشفق المريخي، بالإضافة إلى تقديم صور جديدة وأكثر شمولية لقمر المريخ الأصغر والأقل شهرة «ديموس»، فضلاً عن العديد من الظواهر غير المتوقعة التي تعزز فهمنا لديناميكية الغلافين الجوي والمغناطيسي للمريخ، كما تعزز هذه الملاحظات العلمية الجديدة مسيرة البحث العلمي في هذا المجال.
خبرات وتأهيل
كما تعرفوا أيضاً إلى مهمة الإمارات لاستكشاف القمر «راشد 2»، وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، الأول من نوعه في العالم العربي، الذي يقدم التدريبات والخبرات والتأهيل اللازم للكوادر الإماراتية لتمثيل دولة الإمارات والعالم العربي في بعثات الفضاء المستقبلية، وإجراء تجارب علمية تدعم مسيرة استكشاف الفضاء عالمياً، كما يهدف البرنامج إلى تطوير فريق وطني من رواد الفضاء لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية.