قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خطة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وهي قضية محورية في المفاوضات الدولية المستمرة، “جاهزة بنسبة 90%”، وأنه سيلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا لمناقشتها. يأتي هذا الإعلان في خضم جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إيجاد حل للصراع الدائر في أوكرانيا منذ عام 2022.
وأضاف زيلينسكي أنه سيبحث مع الرئيس ترامب “اتفاقًا اقتصاديًا” بالإضافة إلى الضمانات الأمنية، مع التأكيد على أن أوكرانيا ستطرح “مسائل تتعلق بالأراضي” خلال المحادثات. ومن المتوقع أن تشارك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مكالمة هاتفية مع القادة المعنيين لمناقشة الوضع.
الضمانات الأمنية لأوكرانيا: تفاصيل ومفاوضات
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه أوكرانيا دعمًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي. ومع ذلك، فإن مستقبل هذا الدعم، خاصة مع التغيرات السياسية المحتملة في الولايات المتحدة، يثير قلقًا في كييف.
صرح زيلينسكي بأنه يود أن تشارك الدول الأوروبية بشكل أكبر في هذه الضمانات الأمنية، لكنه أعرب عن شكوكه حول إمكانية تحقيق ذلك في المستقبل القريب. وتشمل الضمانات الأمنية المحتملة توفير أسلحة ومعدات عسكرية، بالإضافة إلى دعم اقتصادي وإنساني مستمر.
تصريحات ترامب وتأثيرها المحتمل
في المقابل، صعّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من لهجته، مشيرًا إلى أن زيلينسكي “لا يمتلك شيئًا حتى أوافق عليه”. وأكد ترامب في مقابلة مع موقع بوليتيكو أنه يعتبر نفسه صاحب القرار النهائي في أي اتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا، وأن أي مبادرة لن تكون ذات قيمة إلا بموافقته.
تعتبر تصريحات ترامب مثيرة للجدل، حيث تثير تساؤلات حول التزامه بدعم أوكرانيا في حال عودته إلى الرئاسة. ويرى بعض المحللين أن هذه التصريحات تهدف إلى زيادة نفوذه في المفاوضات وإظهار أهمية دوره في أي حل للصراع.
مشاركة أوروبية وتواصل روسي أمريكي
أفادت وكالة رويترز أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ستنضم إلى مكالمة هاتفية مع زيلينسكي وترامب وقادة أوروبيين آخرين، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. ويعكس هذا التحرك رغبة الاتحاد الأوروبي في لعب دور أكثر فعالية في حل الأزمة الأوكرانية.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الكرملين كان على اتصال بممثلي الولايات المتحدة، وأن هناك اتفاقًا على مواصلة الحوار. جاء هذا الإعلان بعد اجتماع بين المبعوث الرئاسي الروسي كيريل دميترييف والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في فلوريدا.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات الدبلوماسية في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على إيجاد صيغة للضمانات الأمنية التي ترضي جميع الأطراف المعنية. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى حل، بما في ذلك الخلافات حول الوضع النهائي للأراضي الأوكرانية ومسائل أخرى ذات حساسية عالية. سيكون من المهم مراقبة تطورات هذه المحادثات وتقييم مدى إمكانية تحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء الصراع.
