زيلينسكي يريد “ضمان” قوات أميركية وقصف روسي أوكراني متبادل بالمسيّرات

شنّت أوكرانيا هجوماً واسع النطاق بالطائرات المسيّرة على العاصمة موسكو ومدن روسية أخرى يوم الثلاثاء، مما أدى إلى أضرار في البنية التحتية وإصابة مدني واحد. بالتزامن مع ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عزمه مناقشة إمكانية وجود قوات أمريكية في أوكرانيا مع واشنطن كجزء من ضمانات أمنية مستقبلية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي وتقليل التوترات المتصاعدة. هذا الهجوم يأتي في سياق مستمر من تبادل الضربات بين الجانبين، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
وذكرت السلطات الروسية أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض وتدمير 27 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات، ثلاث منها فوق منطقة موسكو. وأفادت التقارير أن الهجوم تسبب في أضرار مادية محدودة، لكنه أثار حالة من التأهب في العاصمة والمدن المتضررة. هذا الحادث هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المتزايدة التي تستهدف البنية التحتية الروسية.
تضرر ميناء توابسي والبحث مستمر عن حلول
وأفادت إدارة منطقة كراسنودار أن الطائرات المسيّرة ألحقت أضراراً بالبنية التحتية لميناء توابسي، بما في ذلك رصيف الميناء، بالإضافة إلى تضرر خطوط أنابيب الغاز في منطقة سكنية. فرق الطوارئ تعمل حالياً على إصلاح الأضرار وتقييم حجمها، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات خطيرة. ميناء توابسي هو مرفأ حيوي لتصدير النفط الروسي.
هذا الهجوم يأتي في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن استهداف البنية التحتية الحيوية في روسيا، خاصةً تلك المتعلقة بصناعة الطاقة. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من استراتيجية أوكرانية أوسع نطاقاً لتعطيل القدرات اللوجستية الروسية وتقويض جهود الحرب. يتزايد التوتر مع استمرار الحرب وتصاعد الهجمات المتبادلة.
الضربات المتبادلة وتصاعد التوترات
في المقابل، أفادت السلطات الأوكرانية عن ضربات روسية استهدفت مدينة أوديسا، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال. وأشار رئيس الإدارة العسكرية للمدينة إلى أن الهجمات ألحقت أضراراً بمبانٍ سكنية وبنية تحتية لوجستية، وتسببت في اندلاع حرائق. هذه الضربات تعكس استمرار القصف الروسي على المدن الأوكرانية، مما يثير قلقاً بالغاً بشأن سلامة المدنيين. تستمر الاشتباكات والضربات المتبادلة في إثارة المخاوف بشأن الوضع الإنساني.
الوضع الأمني في أوكرانيا لا يزال متقلباً، مع استمرار القتال في عدة جبهات. تشير التقارير إلى أن كلا الجانبين يواصلان تعزيز قواتهما وتكثيف جهودهما العسكرية. تأثير هذه التطورات على مسار الحرب لا يزال غير واضح.
زيلينسكي يناقش الضمانات الأمنية مع واشنطن
وفي تطور منفصل، صرح الرئيس زيلينسكي بأنه سيناقش مع الولايات المتحدة إمكانية نشر قوات أمريكية في أوكرانيا كجزء من اتفاقية ضمانات أمنية. وأكد زيلينسكي أن هذا الإجراء من شأنه أن يعزز بشكل كبير أمن أوكرانيا. تأتي هذه الخطوة في ظل سعي أوكرانيا للحصول على دعم دولي أكبر لتعزيز دفاعاتها ضد روسيا.
كما أعلن زيلينسكي عن اجتماعات مُقامة الأسبوع المقبل في فرنسا بمشاركة حلفاء كييف لمناقشة سبل إنهاء الحرب مع روسيا. تتضمن الاجتماعات مناقشات على مستوى مستشاري الأمن، بهدف الوصول إلى اتفاق سلام شامل. هذه الاجتماعات تمثل محاولة دبلوماسية جديدة لإنهاء الصراع المستمر، ولكن التحديات تبقى كبيرة نظراً لوجود خلافات جوهرية بين الطرفين.
في الختام، يستمر الوضع في أوكرانيا في التدهور مع تصاعد الهجمات المتبادلة والتوترات الإقليمية. من المتوقع أن تستمر المناقشات الدبلوماسية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وحلفائها في فرنسا، ولكن من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تحقيق انفراج حقيقي في الأزمة. يجب مراقبة التطورات على الأرض ومجالات الحوار الدبلوماسي عن كثب في الأيام والأسابيع المقبلة.




