زيلينسكي يكشف عن خطة أوكرانية أميركية جديدة لإنهاء الحرب وروسيا تدرسها

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تفاصيل خطة جديدة للسلام مع روسيا، تم التوصل إليها بالتعاون مع الولايات المتحدة، وذلك في ظل استمرار الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين. تتضمن الخطة 20 بندًا، وهي تعديل لمقترحات أمريكية سابقة، وتسعى إلى إيجاد حلول للخلافات الرئيسية، بما في ذلك مسألة الأراضي المتنازع عليها. وتعتبر هذه الخطة خطوة مهمة في مساعي إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن نجاحها يعتمد على رد فعل موسكو.
أفاد زيلينسكي بأن الكرملين من المتوقع أن يقدم ردًا على هذه المقترحات اليوم الأربعاء، لكنه أشار إلى أن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال محدودة، خاصة وأن روسيا تصر على شروطها الأساسية المتعلقة بالسيطرة على مناطق في شرق أوكرانيا. وتشمل هذه الشروط الاعتراف بالسيطرة الروسية على دونيتسك ولوغانسك، وهو أمر ترفضه كييف بشدة.
تغييرات جوهرية في مسودة اتفاق الحرب في أوكرانيا
تضمنت المسودة النهائية، بحسب زيلينسكي، تغييرات مهمة مقارنة بالخطة الأصلية. لم تعد كييف ملزمة بالانسحاب الفوري من مناطق دونيتسك أو الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي التي تحتلها. هذا يمثل تنازلًا من الجانب الأمريكي، استجابةً لمخاوف أوكرانية بشأن فقدان الأراضي.
بالإضافة إلى ذلك، ألغت المسودة شرط تعديل أوكرانيا لقوانينها بهدف استبعاد إمكانية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). لطالما اعتبرت روسيا توسع الناتو تهديدًا لأمنها القومي، وتعتبر هذه النقطة من أهم العوائق أمام التوصل إلى اتفاق.
وأوضح زيلينسكي أن الخطة تقترح تجميد خطوط القتال الحالية، مع إمكانية إعادة الانتشار في مناطق محددة وإنشاء مناطق منزوعة السلاح. هذا من شأنه أن يقلل من حدة القتال المباشر، ويخلق بيئة أكثر ملاءمة للمفاوضات.
رد فعل الكرملين والمفاوضات المستمرة
في الوقت نفسه، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اطلع على تفاصيل المقترحات الأمريكية، وأن موسكو بدأت في صياغة ردها. لم يقدم الكرملين أي تفاصيل حول موقفه، لكنه أكد على أن جميع الخطوط العريضة لمطالبه معروفة لدى الولايات المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن روسيا تواصل تحقيق مكاسب ميدانية محدودة في شرق أوكرانيا، مما قد يعزز موقفها التفاوضي. في هذا السياق، أعلن الجيش الأوكراني عن انسحابه من مدينة سيفيرسك، تحت ضغط القوات الروسية. هذا الانسحاب يمثل خسارة استراتيجية لكييف، ويقرب القوات الروسية من السيطرة على مدن رئيسية أخرى في المنطقة.
وتتضمن الخطة أيضًا مقترحًا بإدارة مشتركة لمحطة زاباروجيا النووية، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، والتي تسيطر عليها روسيا. لكن زيلينسكي أصر على رفض الإشراف الروسي المباشر على المحطة، واقترح بدلاً من ذلك إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول مدينة إنيرهودار المجاورة.
الوضع الإنساني والاقتصادي في أوكرانيا
تتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في أوكرانيا نتيجة لاستمرار النزاع المسلح. تسببت الهجمات الروسية على منشآت الطاقة في انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة عن ملايين الأوكرانيين، مما يزيد من معاناتهم في فصل الشتاء. كما أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية، وتعطيل سلاسل الإمداد، وارتفاع معدلات البطالة.
وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى. لكن هذه المساعدات قد لا تكون كافية لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجهها البلاد. وتشير التقديرات إلى أن إعادة إعمار أوكرانيا ستستغرق سنوات عديدة، وستكلف مئات المليارات من الدولارات.
بالإضافة إلى ذلك، أدت الحرب إلى أزمة لاجئين كبيرة، حيث فر ملايين الأوكرانيين إلى دول مجاورة بحثًا عن الأمان. هذا يضع ضغوطًا إضافية على الدول المضيفة، ويتطلب تنسيقًا دوليًا لمساعدة اللاجئين.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في الأيام والأسابيع القادمة. لكن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال بعيد المنال، نظرًا للخلافات العميقة بين الطرفين. ويجب مراقبة التطورات الميدانية عن كثب، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مسار المفاوضات. كما يجب الانتباه إلى رد فعل المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على أي تطورات جديدة في الأزمة الأوكرانية.



