سانا: الجيش السوري يسقط مسيرات أطلقتها قسد بريف حلب

تصاعدت التوترات في مدينة حلب السورية مساء الجمعة، حيث تبادلت القوات السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إطلاق النار، مما أدى إلى إصابات في الجانبين. وتأتي هذه الأحداث في ظل حالة من عدم الاستقرار الأمني المتزايد في المنطقة، وتثير مخاوف بشأن احتمال تصعيد أوسع نطاقاً. وتعتبر هذه المواجهات تطوراً هاماً في المشهد الأمني السوري المعقد.
ووفقاً لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أسقط الجيش السوري عدة طائرات مسيرة أطلقتها قسد باتجاه مواقع الجيش في سد تشرين بريف حلب الشرقي. وفي الوقت نفسه، أفاد مراسل الجزيرة عن إصابة عنصرين من الأمن الداخلي السوري نتيجة إطلاق نار من قبل قسد على حاجز تابع لوزارة الداخلية في دوار شيحان بمدينة حلب.
تصعيد التوترات بين الجيش السوري و قسد في حلب
أكد قائد الأمن الداخلي في حلب أن قناصة تابعة لـقسد في حيي الشيخ مقصود والأشرفية استهدفت الحاجز الأمني. وحمل القائد قسد المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد أو تداعيات قد تنجم عن هذه الانتهاكات، محذراً من أن استمرار قسد في خرق الهدن والاعتداء على النقاط الأمنية سيقابل بإجراءات مضادة. وتشير هذه التصريحات إلى تصاعد اللهجة بين الطرفين.
رد قسد على الاتهامات
في المقابل، نفى المركز الإعلامي لـقسد هذه الاتهامات، وأفاد بأن أحد حواجزها في محيط دوار شيحان تعرض لقصف بقذيفتين مصدرهما فصائل تابعة للحكومة السورية. هذا التناقض في الروايات يعكس حالة من عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين، ويجعل من الصعب تحديد المسؤول عن بدء إطلاق النار.
الأمن الحدودي يشكل تحدياً مستمراً في المنطقة. وفي تطور منفصل، أصيب عدد من عناصر هيئة الجمارك السورية بجروح نتيجة إطلاق نار مجهولين على دوريتهم في ريف حلب الشرقي. وأعلن مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ والجمارك، مازن علوش، عبر منصة “إكس” عن فتح تحقيق فوري لكشف ملابسات الحادثة وملاحقة المتورطين.
الوضع الإنساني في حلب يثير القلق. وتأتي هذه الأحداث في وقت يعاني فيه المدنيون في حلب من ظروف معيشية صعبة، بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية وتداعيات الحرب. كما أن التوترات الأمنية المتزايدة تزيد من المخاوف بشأن سلامة المدنيين.
الخلفية السياسية لهذه الأحداث معقدة. تأتي هذه المواجهات في سياق التوترات الأوسع نطاقاً بين الحكومة السورية وقوات قسد، والتي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا. وتدعم الولايات المتحدة قسد في قتالها ضد تنظيم داعش، لكنها تسعى أيضاً إلى تجنب مواجهة مباشرة بين قسد والجيش السوري.
التحليل الأمني يشير إلى أن هذه الأحداث قد تكون نتيجة لتصاعد التوترات الميدانية، أو محاولة من أحد الطرفين لتغيير ميزان القوى في المنطقة. كما أن هناك احتمالاً بأن تكون هذه الأحداث مرتبطة بتطورات إقليمية أخرى.
من المتوقع أن تستمر التوترات في حلب خلال الأيام القادمة، مع احتمال وقوع المزيد من الاشتباكات بين الطرفين. وستراقب الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى الوضع عن كثب، في محاولة لمنع تصعيد أوسع نطاقاً. وسيكون من المهم أيضاً متابعة نتائج التحقيقات التي فتحتها السلطات السورية في الحوادث الأخيرة. يبقى الوضع غير مؤكد، ويتطلب حذراً شديداً لتجنب المزيد من التصعيد.



