ساندرز يطالب بتحرك أميركي عاجل لضمان وصول المساعدات إلى غزة

أطلق السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز نداءً عاجلاً، مطالباً إدارة الرئيس الأمريكي بالضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كامل وفوري، وذلك مع تدهور الأوضاع المعيشية وتزايد المخاوف من تداعيات فصل الشتاء القاسي على النازحين. يأتي هذا الطلب في ظل تقارير متزايدة عن نقص حاد في المأوى والإمدادات الأساسية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وأعرب ساندرز عن قلقه العميق إزاء القيود المفروضة على دخول المساعدات، بما في ذلك الخيام والغذاء، إلى غزة، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الحالي. وأشار إلى أن أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب القصف المستمر، ويعانون من ظروف معيشية مروعة، مع تدمير نسبة كبيرة من المساكن والبنية التحتية.
نزوح واسع واحتياجات هائلة من المساعدات الإنسانية
وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لا يزال حوالي 1.5 مليون فلسطيني نازحًا في أنحاء القطاع، يعيشون في ظروف كارثية. يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر والقيود المفروضة على حركة المساعدات.
وتشير التقديرات الفلسطينية إلى أن غزة بحاجة ماسة إلى حوالي 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للمأوى. يأتي هذا في أعقاب الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية السكنية خلال الأشهر الماضية من القصف المتواصل.
تأثير وقف إطلاق النار المحدود
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي نص على إعادة فتح المعابر والسماح بدخول مواد الإيواء، إلا أن السلطات الفلسطينية تؤكد أن إسرائيل لم تلتزم بهذه الالتزامات بشكل كامل. ويؤدي هذا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتأخير وصول المساعدات الضرورية إلى المحتاجين.
وتشير التقارير إلى أن عملية إدخال المساعدات إلى غزة لا تزال بطيئة ومعقدة، مع وجود العديد من العقبات البيروقراطية والقيود الأمنية التي تعيق وصول المساعدات إلى المستفيدين. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن توزيع المساعدات بشكل عادل وفعال.
الخسائر البشرية وتداعيات الصراع
وتفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب الخسائر البشرية الفادحة التي نتجت عن الصراع. وفقًا للسلطات الصحية المحلية، فقد بلغ عدد الشهداء ما يقارب 70 ألفًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 171 ألفًا، ومعظم الضحايا من النساء والأطفال. هذه الأرقام تشير إلى حجم المعاناة الإنسانية الهائل الذي يعيشه سكان غزة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الوضع الإنساني في غزة قد يتدهور بشكل كبير خلال فصل الشتاء، مع ارتفاع خطر انتشار الأمراض المعدية وزيادة الحاجة إلى المأوى الدافئ والملابس الشتوية. كما أن نقص الغذاء والماء النظيف قد يؤدي إلى تفاقم سوء التغذية وزيادة معدلات الوفيات بين الأطفال.
بالإضافة إلى الأزمة الإنسانية، هناك مخاوف متزايدة بشأن الوضع الاقتصادي في غزة. فقد دمر الصراع العديد من المصانع والشركات، مما أدى إلى فقدان الآلاف من الوظائف وزيادة معدلات البطالة. كما أن الحصار الإسرائيلي المستمر يعيق جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.
وتشمل التحديات الأخرى التي تواجه غزة نقصًا حادًا في الطاقة والمياه، وتدهورًا في الخدمات الصحية والتعليمية، وتلوثًا بيئيًا متزايدًا. هذه التحديات تتطلب جهودًا دولية مكثفة لمعالجتها وتوفير الدعم اللازم لسكان غزة.
من المتوقع أن يستمر الضغط الدولي على إسرائيل لزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل عملية إعادة الإعمار. كما من المتوقع أن تستأنف المفاوضات بين الأطراف المعنية للتوصل إلى حل دائم للصراع. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعيق تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الخلافات حول الحدود والمستوطنات واللاجئين.
المصدر: الصحافة التركية + مواقع التواصل الاجتماعي





