سجال علني نادر بين نتانياهو وبايدن حول «الدولة الفلسطينية»

في مشهد نادر، أصبح السجال بين إسرائيل والإدارة الأمريكية علنياً، ووصل مرحلة تكذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رواية أمريكية عما جرى في مكالمة هاتفية مع الرئيس جو بايدن، في حين يستمر القتال والقصف على قطاع غزة لليوم السادس بعد المئة.
فقد نفى نتانياهو أنه أبلغ بايدن بأنه لا يستبعد إقامة دولة فلسطينية.
وفي بيان نادر نشره، أمس، قال مكتب نتانياهو: إنه في محادثته الليلة (قبل) الماضية مع بايدن، كرر موقفه الثابت لسنوات، والذي عبر عنه أيضاً في مؤتمر صحافي في اليوم السابق: «بعد القضاء على حماس، يجب على إسرائيل أن تظل تحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة لضمان ألا يشكل بعد الآن تهديداً لإسرائيل، وهذا يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية».
جاء ذلك بعدما ذكرت شبكة سي إن إن نقلاً عن مصدر مطلع على محادثات هاتفية جرت أول من أمس بين نتانياهو وبايدن. وقال البيت الأبيض إن مكالمة بايدن مع نتانياهو كانت الأولى منذ شهر تقريباً.
تعليقات
وعلق زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، على التوضيح الذي نشره مكتب نتانياهو بالقول على منصة «إكس»: كوزير للخارجية وكرئيس للوزراء، كانت لدي جدالات كثيرة، بعضها صعب، مع الأمريكيين، لكني لم أتحدث عنها مطلقاً في المؤتمرات الصحافية وأمام الكاميرات». وتابع: «العلاقات مع الولايات المتحدة مهمة جداً بحيث لا يمكن تحويلها إلى خلافات عامة هدفها الوحيد هو تحقيق مكاسب سياسية». وختم لابيد بقوله: «القيام بذلك في زمن الحرب، عندما تقف الولايات المتحدة إلى جانبنا، هو انعدام للمسؤولية».
قصف ومنشورات
في غضون ذلك، استمر القصف على قطاع غزة والقتال داخله شمالاً ووسطاً وجنوباً في اليوم السادس بعد المئة. وقال سكان إن إسرائيل قصفت أهدافاً في أنحاء القطاع بينما أسقطت طائراتها منشورات على منطقة رفح جنوب القطاع تحث الفلسطينيين النازحين هناك على المساعدة في تحديد أماكن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وذكر سكان ومسلحون أن مقاتلين فلسطينيين تصدوا لدبابات تحاول التقدم مجدداً إلى الضواحي الشرقية لمنطقة جباليا في شمال غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت مجموعات من المسلحين حاولت زرع متفجرات قرب القوات وإطلاق صواريخ على دبابات في شمال غزة، وأضاف أنه قصف أهدافاً في أنحاء القطاع.
عمليات واسعة
وفي خانيونس بجنوب غزة، حيث تقول إسرائيل إنها وسعت عملياتها ضد حماس، قال شهود إن الدبابات قصفت مناطق في محيط مستشفى ناصر خلال الليل.
ويعتبر مستشفى ناصر الآن أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة. وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يعملون من داخل المستشفيات وما حولها، بما في ذلك مستشفى ناصر، وهو ما تنفيه حماس والطواقم الطبية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه داهم مجمعاً عسكرياً في خان يونس وحيَّد قاذفات صواريخ جاهزة للاستخدام وعثر على متفجرات مخبأة تحت الأرض بينما استهدفت طائرة مسلّحيْن هناك.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 165 شخصاً وإصابة 280 آخرين خلال الساعات الأخيرة، في واحد من أكبر أعداد القتلى في يوم واحد في 2024.
وفي رفح حيث يحتمي أكثر من مليون فلسطيني، أسقطت إسرائيل منشورات بها صور 33 محتجزاً وأسماؤهم باللغة العربية، وحثت النازحين على الاتصال بها. وجاء في المنشورات «تريد العودة إلى المنزل؟ يرجى الإبلاغ إذا شخصت أحداً منهم».